اعتبرت النائب بهية الحريري، خلال استقبالها في مجدليون وفدا من القيادة السياسية الموحدة للفصائل والقوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية في لبنان، في مستهل جولة له على فاعليات صيدا، ان ما يجري في غزة من مجازر ترتكبها اسرائيل جريمة بحق الانسانية جمعاء. واكدت «اننا وعلى المستوى العربي احوج ما نكون اليوم لإعادة تصويب الوجهة نحو فلسطين لأن معركتنا الأساسية هناك، وان الأمة العربية والاسلامية اليوم مطالبة بأن تتضامن مع نفسها ومع قضيتها المركزية فلسطين».

وعن نشر القوة الأمنية في عين الحلوة، اثنت الحريري على حرص كافة القوى الفلسطينية الوطنية والاسلامية على انجاح عمل هذه القوة والانطلاق بها ومنها نحو تثبيت الأمن والاستقرار في مخيماتها ولا سيما عين الحلوة، آملة في خطوات اخرى على صعيد حماية المخيمات من اية اختراقات لها او عبرها للجوار اللبناني.

وضم الوفد: امين سر حركة فتح وفصائل منظمة التحرير في لبنان فتحي ابو العردات، مسؤول حماس في لبنان علي بركة يرافقه مسؤول الحركة في منطقة صيدا ابو احمد فضل، عضو قيادة جبهة التحرير الفلسطينية صلاح اليوسف، قائد الأمن الوطني الفلسطيني اللواء صبحي ابو عرب، ماهر عويد ومحمود حمد عن «انصار الله»، عدنان ابو النايف «الديمقراطية « غسان ايوب «حزب الشعب «، وابو جابر لوباني «الجبهة الشعبية «.

ابو العردات

وتحدث ابو العردات اثر اللقاء بإسم الوفد فقال: جرى الحديث في التطورات التي جرت في مخيم عين الحلوة والقوة الامنية المشتركة التي انتشرت والمهام التي انيطت بها في اطار المبادرة الفلسطينية، والتي كان عنوانها حماية الوجود الفلسطيني وتعزيز العلاقات الفلسطينية اللبنانية. الامور تتجه الى الاحسن والافضل بفضل جهود الجميع واحتضان مدينة صيدا والدولة اللبنانية لهذه المبادرة التي تعني الامن والاستقرار في المخيم والجوار. والقضية الاخرى هي الحدث الساخن والعدوان الصهيوني الآثم على فلسطين وعلى غزة والقصف الذي ذهب ضحيته عشرات الشهداء ومئات الجرحى والتضامن مع اهلنا في فلسطين بعمل مشترك فلسطيني لبناني. بحثنا في موضوع النازحين وتحسين اوضاعهم وتعزيز وافساح المجال امام حرية الحركة لهم في اطار لمّ شمل انساني للعائلات التي تقطعت بها السبل ما بين سوريا وما بين لبنان.

وعن ملف المطلوبين قال: هناك تعاون كامل مع الدولة اللبنانية. وهناك لجنة امنية عليا مناط بها التنسيق مع الدولة اللبنانية من اجل وضع هذه اللوائح والبدء بحل مشكلة كل شخص على حدة.

وعن المخاوف من فتح الجبهة الجنوبية على خلفية ما يجري في فلسطين قال: نحن نأخذ بحساسية الوضع داخل لبنان وبالتنسيق مع الدولة اللبنانية، لاننا لا نريد ان نقدم اي ذريعة لاسرائيل كي تمارس اي عدوان اخر على لبنان. وبالتالي دعم الشعب الفلسطيني في غزة هو بالامن والاستقرار في هذا البلد والتعاون والتكامل فيما بيننا كلبنانيين وفلسطينيين من اجل حفظ الامن.

«تيار المستقبل»

والتقى وفد القيادة الفلسطينية منسق عام تيار المستقبل في الجنوب ناصر حمود في مقر التيار في صيدا، بحضور عدد من اعضاء المنسقية. وقال حمود اثر اللقاء: نؤكد وقوفنا الى جانب اهلنا في غزة والضفة ودعمنا لصمودهم في مواجهة المجازر الصهيونية. كما نؤكد اهمية وحدة الموقف الفلسطيني وضرورة ان يتوحد العرب خلف الشعب الفلسطيني. ونحن كتيار نشدد على ما قاله الرئيس سعد الحريري ان المطلوب صحوة عربية ووقفة صمود ودعم للشعب الفلسطيني الذي يقتل في غزة. ونشدد على ضرورة ان يكون هناك موقف واضح للدولة اللبنانية. فحتى الان وزارة الخارجية لم تصدر اي موقف وواجب على الدولة اللبنانية ان تتخذ موقفا تضامنيا مع الاخوة في غزة وفي فلسطين. وبالنسبة للمحافل الدولية علينا كلبنانيين كعرب ان نرفع الصوت ونقول للعالم انه ليس فقط تل ابيب وحيفا تتعرض للقصف ولكن انظروا الى ما يجري في غزة انظروا الى مجازر غزة. حتى اليوم، هناك اكثر من 60 قتيلا و500 جريح مع تدمير لمنازل ومرافق، والشعب الفلسطيني في حالة دفاع عن النفس اكثر مما هو في حالة هجوم . فلتنظر الدول الغربية والمجتمع الدولي بنظرة عادلة الى ما يجري.

بلدية صيدا

كما زار الوفد بلدية صيدا والتقى رئيسها محمد السعودي الذي دان العدوان الإسرائيلي على غزة، وحيا سواعد المقاومة واستبسالها في الدفاع عن الشعب الفلسطيني بوجه العدوان. وقال: هناك أمر إيجابي بأن المقاومة الفلسطينية أصبحت تهاجم أهداف العدو في حيفا ويافا وتل أبيب وعسقلان وهذه نقطة تسجل لصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة. وبالنسبة لانتشار القوة الامنية في عين الحلوة هذا شيء يبشر بالخير.

الجماعة الاسلامية

والتقى الوفد قيادة المسؤول السياسي للجماعة الاسلامية في الجنوب بسام حمود، في مركز الجماعة. وطالب حمود الشعوب العربية والاسلامية بدعم الشعب الفلسطيني ومقاومته وعدم الركون الى الأنظمة التي استمرأت الذل والهوان ولم تستطع مواجهة إلا شعوبها. وأعلن تأييد الجماعة ومباركتها للجهود الفلسطينية الهادفة الى المحافظة على الأمن والاستقرار في المخيمات لا سيما مخيم عين الحلوة.

سعد

واثر استقباله وفد القيادة الفلسطينية الموحدة في مكتبه في صيدا، اكد امين عام التنظيم الشعبي الناصري الدكتور اسامة سعد الوقوف الى جانب المقاومة الفلسطينية التي تخوض أشرس المعارك، داعيا الحكومة اللبنانية الى اتخاذ موقف، والى القيام بخطوات من شأنها أن تدعم نضال الشعب الفلسطيني والى تسهيل حياة أبناء الفلسطينيين في المخيمات لكي يتمكنوا من القيام بدورهم في دعم الصمود الفلسطيني.

البزري

واعتبر الدكتور عبد الرحمن البزري بعد لقائه الوفد نفسه، ان الفلسطينيين تمكنوا من تحقيق توازن الردع مع العدو الاسرائيلي، وان بطولات المقاومين في غزة كفيلة بأن تردع العدو الاسرائيلي من الاستمرار بعدوانه أو التفكير في أي هجومٍ أرضي. وان ما نشهده اليوم يُشكل إنتقالاً نوعياً في حالة الصراع العربي الإسرائيلي، وختم مهنئاً الفلسطينيين على إنجازهم نشر القوة الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة.
المصدر: «المستقبل»