القوة الأمنية تنتشر في مخيم عين الحلوة وتبعد «شبح البارد»

منذ 10 سنوات   شارك:

بعد انتظار لأكثر من عام، نجحت المفاوضات السياسية والامنية، التي تابعتها المراجع السياسية والأمنية الرفيعة في لبنان مع قيادة السلطة والفصائل الفلسطينية في المخيّمات وفي رام الله في فلسطين المحتلة، في إخراج موضوع القوة الأمنيّة الفلسطينية من عنق الزجاجة. فخاتمة هذه المفاوضات أتت بالأمس انتشاراً للقوة في أرجاء عين الحلوة.

الانتشار المنتظر لم يكن ليحقّق مراده، ربّما، لولا الانتشار الاستعراضي الذي قام به عناصر القوة الـ150 بالزيّ العسكري الموحد وبالاسلحة الرشاشة وقذائف «الاربي جي» في طرقات وأزقّة المخيم وعند المداخل الرئيسية وحول الأحياء الساخنة التي كانت تشهد عادةً توترات أمنيّة، قرب سوق الخضار وحول مركز الصاعقة وفي بستان القدس (اليهودي) وعند الحاجز التحتاني على المدخل الشمالي وفي محيط مخيم الطوارئ.

فالانتشار بهذا الشكل أكّد أنّ الأمن السياسي للمخيّم يبقى اولوية فوق اي اعتبار آخر، وأن القوى والفصائل الفلسطينية مجتمعةً باتت أمام مسؤولية تاريخية لحماية عين الحلوة ومخيّمات الشتات من هزات امنية لها علاقة بـ«داعش» أو «جبهة النصرة».

وتشدّد مصادر فلسطينيّة على أن امن واستقرار المخيم وإبعاده عن أي تورط امني، إن داخل المخيمات أو مع الجوار اللبناني من قبل الخلايا النائمة او المجموعات المسلّحة التي تتخذ من المخيم مقراً لها، بات مطلبا شعبيا فلسطينيا ولبنانيا. وتشير إلى أنّ القوى في المخيّم مطالبة بتوفير مقومات النجاح للقوّة واستمراريّتها كونها حظيت بغطاء شعبي فلسطيني منذ لحظة ولادتها وانتشارها، وبعد أن قدّمت الدولة اللبنانية التسهيلات اللازمة لعمل القوة كضابطة أمنية، ووفرت لها الغطاء القضائي والقانوني الرسمي اللبناني بشكل يلامس تجربة مفرزة ومخافر «الكفاح المسلح» في المخيمات في مرحلة السبعينيات.

وتؤكد أن العبرة في التطبيق وليس بالاستعراض أمام الناس، لأن فشل هذه القوة يعني فشلاً ذريعاً لكلّ الهيئات القيادية الفلسطينية الشرعية وأطرها السياسية المتعارف عليها، داعيةً إلى تحصين القوّة من الخروق وتمكينها من تحقيق انجازات ميدانية على الارض.

وتشير المصادر إلى أن حماية القوة ضروريّة كي تقوم بمهام حماية امن واستقرار المخيم ووقف الاغتيالات وملاحقة المخلين بالامن، ولترسيخ فكرة تعزيز الأمن الجماعي في المخيم وإبعاد شبح مخيم «نهر البارد» عن عين الحلوة، من خلال تحقيق مزيد من التوافق حول دورها ووظيفتها ومواصلة توفير الحماية السياسية لعملها وعدم رفع الغطاء عنها من قبل اي مكون، داعيةً إلى إبعادها عن كافة التجاذبات الداخلية والخارجية والمصالح الفئوية الضيقة، ضماناً لتجاوز التجارب السابقة المتعلقة بنشر قوى أمنية مرات متكررة خلال السنة الواحدة.

في المحصلة، فإن المصادر الفلسطينية ترى أن للانتشار دلالات رمزية تشير إلى مسؤولية الفصائل عن حماية امن شعبها في المخيم وانها لم تتخل عن هذه المسؤولية، وكونه «الهدية الثمينة» التي يتلقاها المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم من الفلسطينيين بعد أن قاد المفاوضات بنفسه مع القيادات الفلسطينية، إضافةً إلى اعتباره كانتصار لعمليات المتابعة وتهيئة الأرضية اللوجستية والفنية التي قدّمتها مخابرات الجيش اللبناني في الجنوب ممثلةً بالعميد علي شحرور.

أما الرابح الأكبر فيبقى أهالي عين الحلوة الذين خبروا «الامن المفقود» وهم الآن تواقون للتمسّك بخشبة خلاص القوة الامنية الفلسطينية، متمنين الا تكون على غرار سابقاتها.

مهرجاني خطابي

وكان قد سبق الانتشار تنظيم مهرجان خطابي في «قاعة الشهيد زياد الاطرش» في المخيّم، في حضور: أمين سر الساحة اللبنانية لحركة «فتح» وفصائل «منظمة التحرير الفلسطينية» فتحي ابو العردات، قائد «الأمن الوطني الفلسطيني» في لبنان اللواء صبحي ابو عرب ونائبه اللواء منير المقدح، ممثل حركة «حماس» في لبنان علي بركة، مسؤول «الجبهة الديمقراطية» في لبنان علي فيصل، مسؤول العلاقات السياسية لـ«الجبهة الشعبية» ابو جابر، أمير «الحركة الإسلامية المجاهدة» الشيخ جمال خطاب، الناطق الرسمي باسم «عصبة الأنصار الإسلامية» أبو شريف عقل، مسؤول «القيادة العامة» أبو عماد مصطفى رامز، المسؤول العسكري لـ«أنصار الله» ماهر عويد، أمين سر «فتح» وفصائل «المنظمة» في صيدا العميد ماهر شبايطة، مسؤول حركة «الجهاد» في صيدا عمار حوران، قائد القوة الأمنية العميد خالد الشايب، وممثلي الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية في صيدا وممثلي المبادرات الشعبية والجماهيرية والاتحادات واللجان الشعبية وفاعليات المخيم وحشد جماهيري.

وخلال المهرجان، ذكّر الشيخ جمال خطّاب بأنّ انتشار القوة «يأتي تزامناً مع ما يقوم به العدو الاسرائيلي من مجازر وعدوان بحق شعبنا في غزة والضفة، فاننا بوحدتنا وتوحد صفوفنا سنكون الصخرة الصلبة ونكسر وندحر العدو الصهيوني الاسرائيلي كما كسرناه في معركة الكرامة وغيرها من المعارك».

وتوجه الشيخ خطاب لعناصر القوة وضباطها بالقول: «أمن المخيّم وجواره أمانة تحملونها، وحماية أمن الناس والحفاظ على الأعراض والممتلكات هي أمانة ايضا، وهذا يتطلب منكم العمل بحكمة وروية ومسؤولية».

كذلك توجه أبو العردات باسم القيادة السياسية الفلسطينية إلى عناصر وضباط القوة قائلاً: «يجب أن نتعاطى بمرونة ومحبة مع أهلنا الذين احتضنوكم، وأنتم اليوم تحملون مسؤولية كبيرة ونحن معكم وخلفكم ولن نترككم، فأنتم تملكون الدعم والغطاء والقرار السياسي الفلسطيني الموحد، كما تملكون الغطاء السياسي والأمني اللبناني من اللبنانيين الذين نتقدم لهم بالشكر لحرصهم على إنجاح هذه القوة».

وشدّد على أنّ «المخيمات لن تكون صناديق بريد، فبندقيتنا وجهتها فلسطين ولن تكون غير ذلك»، مشيراً إلى أنّ «القوة الامنية لن تكون أداة قمع، ولكن ستكون حازمة في مواجهة كل عابث بأمن المخيم، وهذه القوة تملك الغطاء السياسي والدعم الجماهيري ومن قيادة الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية».

وأعلن ابو العردات أن القوة الامنية ستكون بداية انطلاق وانتشار في باقي المخيمات.

وباسم اللجنة الامنية المشتركة، أكّد مسؤول العلاقات السياسية في «حماس» احمد عبد الهادي «عدم السماح باستخدام مخيماتنا صناديق بريد لاحد، ولا نريدها ان تكون عامل اخلال بالامن اللبناني، بل عامل امن واستقرار، ومن اجل الحفاظ على حق العودة والعلاقات اللبنانية الفلسطينية».

أمّا أبو عرب فأوضح أنّ «مهمة القوة الأمنية هي خدمة الشعب الفلسطيني وليست لها اي اجندات خارجية ولا داخلية، وأجندتها الوحيدة الحفاظ على الأمن والاستقرار في مخيم عين الحلوة والجوار، وستكون القوة الضاربة لأي إنسان تسول له نفسه الإساءة أو القيام بأي عمل يخل بالأمن لأنه خط أحمر».

وكان عضو «اللجنة الأمنية الفلسطينية العليا» عدنان ابو النايف قد جال في عين الحلوة بعد انتشار القوّة الامنية والتقى عناصرها واستمع الى مطالب اهالي المخيم. ولفت الانتباه إلى أنّ «هذه الخطوة فاتحة لتنظيم العلاقات الفلسطينية اللبنانية على أسس سياسية واجتماعية وليس فقط أمنية، تضمن الحياة الكريمة للفلسطينيين عبر إقرار الحقوق الإنسانية وفي مقدمتها حق العمل وحق التملك».

مواقف مرحّبة

وبعيد الانتشار، نوهت النائبة بهية الحريري بالخطوة. وثمّنت، خلال لقائها في عين الحلوة مع عضو المكتب السياسي لـ«الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين» في لبنان علي فيصل يرافقه وفد من «الجبهة» ضم عضوي اللجنة المركزية «ابو بشار» و«أبو ايهاب» ومسؤول «الجبهة» في منطقة صيدا فؤاد عثمان، الجهود التي بذلتها وتبذلها كافة القوى الفلسطينية الوطنية والإسلامية لإنجاح هذه الخطوة، آملة أن تثمر تحصينا دائما لأمن واستقرار المخيم .

بدوره، دعا فيصل إلى «تحصين خطوة الانتشار وحمايتها بمزيد من تحقيق التوافق والغطاء الرسمي والشعبي الفلسطيني واللبناني في آن معا وابعادها عن اية تجاذبات».

من جهته، اعتبر رئيس بلدية صيدا السابق الدكتور عبد الرحمن البزري أن الانتشار «خطوة جديّة في الطريق الصحيح لحفظ وحماية أمن المخيمات ومحيطها».

المصدر: محمد صالح - السفير



السابق

إصابات واعتقالات خلال مواجهات في الضفة

التالي

غزة وحيدة تحت النار.. وتضرب تل أبيب والقدس


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.