الخريج "قديح" يقود مشروع "هوية" نحو العالمية

منذ 5 سنوات   شارك:

"الإرادة هي ما يدفعك إلى الخطوة الأولى على طريق الكفاح" مقولة عن الإرادة والعزيمة قالها الفيلسوف الألماني "أرتور شوبنهاور"، بات الشاب محمد قديح (28 عامًا) يترجمها عمليًّا، فقد حوّل فكرة مشروع ريادي إلى حقيقة رسمت له مستقبلًا زاهرًا.

الشاب قديح هو طالب من قسم هندسة الحاسوب في الجامعة الإسلامية، أراد محاربة آفة البطالة بنفسه بتنفيذ مشروع ريادي حمل عنوان "هوية"، تكنولوجي يختص في ابتكار العلامات التجارية للشركات المحلية والدولية.

تتلخص فكرة مشروع "هوية" في بناء صورة ذهنية للمواطنين عن الهوية البصرية للشركة المُراد إنشاؤها أو الموجودة سابقًا، بتصميم الشعار (Logo) الخاص بها، لتصبح ذات شكل مميز للجميع، حسبما يقول قديح لصحيفة "فلسطين".

وفي عام 2011 بدأت تفاصيل الفكرة تتبلور في ذهن الشاب قديح، حينما وطئت قدماه أرض قطاع غزة، قادمًا من الإمارات العربية المتحدة، لدراسة بكالوريوس هندسة الحاسوب في الجامعة الإسلامية.

ويتابع: "حينما وصلت إلى قطاع غزة اصطدمت بمستوى البطالة الكبير في صفوف خريجي الجامعات الفلسطينية بسبب الحصار، وهو ما دفعني إلى البحث عن مشروع مستقبلي قبل الوصول إلى نقطة الصفر، وهي التخرج".

ولما كان "قديح" يحب الحاسوب والتعامل معه قلب صفحات الإنترنت للبحث عن مجال يحظى برغبة المواطنين وأصحاب الشركات في قطاع غزة، إلى أن اكتشف أهمية تخصص "المونتاج والتصميم" في القطاع.

بدأ العشريني أولى تجاربه في هذا المجال، وتسويقه عبر الإنترنت، إذ حصل حينها على عائد مادي يُقدر بـ40$، وهو ما كان دافعًا قويًّا له إلى المُضي قدمًا نحو تطويره، حسب قوله.

بإصرار وعزيمة مضى قديح في تطوير فكرته التكنولوجية الإبداعية، إلى أن قدّمها لمشروع دعم الشباب الرياديين في قطاع غزة "مبادرون"، أملًا في احتضانه وتوفير الاحتياجات اللازمة لاستكمال مشروعه الريادي.

يبين قديح أن فكرته لاقت قبولًا من "مبادرون"، إذ وفرت له الاحتياجات ومكتبًا صغيرًا للعمل على مدار 11 شهرًا.

ومشروع "مبادرون" من تنفيذ حاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية والجمعية الفلسطينية لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات "PICTA"، بتمويل من مؤسسة التعاون من منحة الصندوق العربي للإنماء الاقتصادي والاجتماعي برنامج دعم الشباب.

انتهت الـ11 شهرًا، فهل انتهى معها حُلم قديح؟، كانت الإجابة منه بصوت يعلوه الطموح والإرادة: "أكملت مشواري، وكوّنت فريقًا وصل عدده إلى قرابة 25 موظفًا وموظفة، من خريجي الجامعات".

ويلفت إلى أنه انتقل إلى مقر خاص به، وهو عبارة عن "غرفة صغيرة" داخل إحدى الشقق السكنية، بعدما اختار موظفيه من الخريجين العاطلين عن العمل، ولديهم القدرة على الإبداع في مجال التصميم والمونتاج.

استمر العمل والطموح يكبُران معه يومًا بعد الآخر، وعن ذلك يقول قديح: "أعمال الشركة حظيت برضا وإعجاب كثير من المواطنين، وأصحاب الشركات الخاصة داخل غزة وخارجها، وهو ما ساهم في نجاحها".

"أصبحت الشركة تمتلك مقرًّا كبيرًا يضم 25 موظفًا، ويحصل هؤلاء على دخل يُمكنهم من إعالة أنفسهم وعائلاتهم، ما أبعدهم عن البطالة" يقول قديح.

صعوبات وتحدٍّ

لا يخلو أي عمل ناجح من صعوبات يصطدم بها خلال تطويره، لاسيّما في قطاع غزة الذي يعاني ويلات الحصار وآثاره منذ 12 سنة.

ويقول الشاب الغزي: "إن انقطاع التيار الكهربائي باستمرار كان أبرز العوائق التي واجهتني خلال تنفيذ فكرتي، إذ تُعد الأساس في إنجاز أعمالي".

أما العائق الثاني -بحسب كلامه- فهو عدم إمكانية سفر موظفي الشركة للمشاركة في المسابقات الدولية والأعمال الريادية خارج قطاع غزة، "وهو ما يعيق منافسة الشركات العالمية الكبرى".

لكنه لم يبالِ بهذه المعيقات، وواصل طريقه متُحديًا إياها، بل لديه خطة تطوير كبيرة للمشروع، ليضاهي به الشركات العالمية، إذ يقول: "لدينا أهداف إستراتيجية على مدار أربع سنوات، ونطمح إلى فتح مكتب تمثيلي خارج فلسطين، لتسهيل التنقل في أنحاء العالم".

ويضيف: "ليس بسهل افتتاح مكتب تمثيلي في الخارج، لكّننا ننتظر أي فرصة مناسبة لتنفيذ ذلك عمليًّا".

ويختم قديح حديثه برسالة إلى خريجي الجامعات: "إذا أحب الإنسان فكرة وآمن بها؛ يجب عليه أن يُضحي لأجلها، مهما كلفه الثمن"، داعيًا إياهم لأن يكونوا عناصر منتجين في المجتمع، وعدم الاستسلام للبطالة التي يسببها الحصار. 

 

المصدر: فلسطين أون لاين 



السابق

معرضٌ للتراث الفلسطيني في هلسنكي الفنلندية

التالي

لاعبٌ فلسطيني يحصد المركز الثاني في بطولة كأس لبنان في الكيك بوكسينغ


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.