كارين السويدية وهيذر الكندية... جمعتهما فلسطين في أسطول الحرية

منذ 6 سنوات   شارك:

من شمال السويد، وشمال كندا، حضرت الشابتان كارين إس وهيذر ميلتون، الداعمتان لقضية الشعب الفلسطيني، للمشاركة مع العديد من النشطاء من جنسيات عدة في "أسطول الحرية" لكسر حصار غزة. ركبت كارين مركب "الحرية" السويدي، وركبت هيذر سفينة "العودة" النرويجية.

وتصف كارين موقفها قائلة إنها من جيل الشباب الذي ولد وكبر في مجتمعات غير عربية، لكنه يتحدث اليوم عن رمزية قضية شعب فلسطين، بحثاً عن العدالة والتضامن، أما هيذر، وهي من الهنود الحمر، فترى ارتباطاً كبيراً بين كفاح الشعوب الأصلية، وهو ما يجمع الهنود الحمر بشعب فلسطين.

عند مغيب الشمس، كانت كارين تتسلق سارية مرتفعة على ظهر مركب "الحرية" لتصلح عطلاً فنياً، فهي أنهت دراسة هندسة التطوير الزراعي في بلدها، تقول لـ"العربي الجديد": "لا علاقة للسياسة بمشاركتي، لا أفكر كما يفكر السياسيون. عدت للتو من الخليل ونابلس، حيث أقمت مع نشطاء آخرين لأشهر بين الفلسطينيين ضمن مشروع إنساني حول حياتهم اليومية، ولمنع الاحتلال من السطو على الأرض وتخريب حياة السكان، خصوصاً محاولة طرد وتفكيك المجتمع البدوي الفلسطيني".

وتضيف: "بعد أن عدت إلى السويد، وجدت أن مجموعة الإبحار إلى غزة تتجهز، فوجدتني أختار المشاركة بدون تردد". هي تنتمي إلى أسرة ثرية بالمعايير السويدية، "ما الذي يضير أن نتقاسم بعض ثرواتنا مع الآخرين؟ لو قارنا بين حياة أهل غزة وما تعيشه المجتمعات الاسكندنافية سنرى أن مواطني السويد لن يكون وضعهم أفضل طالما أن آخرين يعيشون حياة بائسة. هذا هو وضع الشعب الفلسطيني، لذا يجري التركيز على غزة كأحد أكثر التكتلات البشرية معاناة اليوم".

تعول كارين على تفهم المجتمع السويدي كمجتمع تضامني بطبيعته وثقافته؛ "لم يكن غريباً الاعتراف بدولة فلسطين في 2014، قبل أية دولة اسكندنافية أخرى، وهناك تفهم كبير لمعاناة الشعب الفلسطيني، ولم تؤثر مشاكل الهجرة واللجوء على نظرة المجتمع إلى عدالة قضية فلسطين".

ترى كارين أن مشاركتها مهمة، وتؤكد أن النشطاء المشاركين أعمارهم بين 24 و75 سنة، وفيهم أساتذة ومهندسون وأطباء، وكلهم يسعون إلى التأثير على وعي المجتمعات الأوروبية تحديداً برحلتهم. "تركت عائلتي لأشارك في رحلة كسر الحصار، ولكن العائلة تدعمني، وما نقوم به خطوة رمزية. نعرف أننا لن نحدث التغيير المطلوب الذي يجب أن تقوم به الحكومات، لكننا نعول على وعي الناس بالقضية الفلسطينية للضغط على الحكومات، ونعرف تأثير اللوبيات في الحكومات والأمم المتحدة".

وتستغرب كارين معارضة البعض لأسطول الحرية "لا أفهم كيف يمكن لإنسان أن يعارض تحسين وضع إنسان يعيش حصاراً وتجويعاً ومعاناة من الولادة حتى الموت، ما الذي يخسره البشر حين تتوقف معاناة الآخرين؟ لا أرى عيباً في مساعدة المجتمعات المحلية الفلسطينية على تخطي آثار الاحتلال، وحماية بيوتهم وأرضهم من التدمير والسطو، لدينا جميعاً كشباب مسؤولية مشتركة لوقف هذه المأساة، ولو في جانبها الإنساني".

تشترك هيذر جون ميلتون مع كارين في نظرتها إلى الجانب الإنساني للقضية الفلسطينية، وإن كانت تذهب إلى ما هو أبعد، ربما لإصرارها على الربط مع قضية شعبها من السكان الأصليين.

من أقصى الشمال الكندي، حيث تعيش في مجتمع خاص بالسكان الأصليين، حضرت هيذر لتنضم إلى الأسطول، وهي أيضاً ممن زاروا فلسطين، وتنطق أسماء ومصطلحات عربية مثل "النكبة"، ويظهر على جبهتها وشم يرتبط بقضية شعبها، وتبرز كثيراً العلاقة بين "ما تعرض له شعبي وما يتعرض له الشعب الفلسطيني من نهب للأرض، وإن كان بوتيرة أسرع خلال وبعد النكبة".

وتؤكد هيذر لـ"العربي الجديد" أن الوعي الذي تبديه بقضية شعبها "يفرض عليّ أن أنظر بشكل أوسع، فالمجتمع الفلسطيني تعرض لتنكيل كبير، ورغم ذلك يستمر في كفاحه لفرض وجوده في مواجهة المستعمر، فمثلما جاء إلى شعبي البعض حاملاً ما يسميه وعداً إلهياً بالاستيطان في الأرض الموعودة في أميركا، جاء هؤلاء إلى فلسطين لينهبوها ويتخلصوا من شعبها الأصلي. المسألة بالنسبة لي كشابة لا تتعلق بالكراهية، بل بمقاومة فرض الخضوع".

وتضيف: "شاهدت في فلسطين التنكيل بالمجتمع الفلسطيني، وصدمني التشابه بين حكايات الأجداد من شعبي، وحكايات ذلك الفلاح الفلسطيني الممنوع من زراعة أرضه. أثناء وجودي في فلسطين، لم يكن استهداف النساء والأطفال مثل عهد التميمي عبثياً، بل رسالة قمع لمجتمع مقاوم".

وتواصل: "خلال انتفاضة شعبي من السكان الأصليين ضد تخريب شركات التنقيب عن النفط لأرضهم، حضر وفد من الفلسطينيين لإظهار تضامنه، فكيف لا أشارك في رحلة بحرية تهدف إلى إلقاء الضوء على غياب العدالة، ولا مبالاة العالم بمليوني إنسان محاصر".

تتفق الشابتان السويدية والكندية على "أهمية وسائل التواصل الاجتماعي، وكل الوسائط الحديثة، لإظهار التضامن والتفاعل بين جيل الشباب في فلسطين ومختلف الشباب حول العالم، وهذا يقلق المستعمرين وداعميهم". تضيف هيذر: "أنشأنا في كندا مؤسسة شبابية من السكان الأصليين لإظهار ما يجرى التعتيم عليه، لا أحد اليوم يستطيع منعنا من التواصل مع الشعب الفلسطيني وأي شعب مضطهد، لهذا نشترك في نشاطات كالإبحار إلى غزة".

وتصف هيذر: "شعبنا جرى تمزيقه على طرفي الحدود الأميركية الكندية، ففي داكوتا لي أقارب، ولي في منطقتي 12 أخاً وأختاً، و9 أعمام، و13 خالاً، وكل منا يعرف الآخر، لكن شعبنا يمنع عليه التجمع في مكان واحد، وهو ما أراه يتشابه تماماً مع تكتيكات الاحتلال الإسرائيلي منذ النكبة، إذ يرفض حق العودة، ويقوم بحشر أصحاب الأرض الأصليين في مناطق محاطة بالمستعمرين".

 

المصدر: العربي الجديد 



السابق

مصور فلسطيني يستخدم فن المجسمات لينقل الصورة الحية في فلسطين

التالي

"الفيفا" ترفض طلباً فلسطينياً وتدعم "إسرائيل"


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.