ورشة المنامة والصفقة المشبوهة!
وفاء بهاني
صحفية وناشطةلقد اصبح واضحا كوضوح الشمس في كبد السماء، أن الإدارة الأمريكية مصممة على تصفية القضية الفلسطينية من خلال صفقة القرن وورشة البحرين الاقتصادية،، وان هذه الورشة جاءت ضمن سلسلة خطوات قامت بها الولايات المتحدة الأمريكية بهدف إنهاء القضية الفلسطينية، دون إعطاء الفلسطينيين حقوقهم المشروعة وفي مقدمتها حق العودة إلى قراهم وديارهم التي هُجروا منها قسراً.
تنعقد ورشة البحرين بحضور سماسرة الأراضي وتجار الدماء، وتخرج صفقة القرن إلى العلن التي ترمي إلى تعزيز التطبيع العربي مع إسرائيل، قبل التوصل لحل الصراع العربي الإسرائيلي.
لقد استبقت الورشة الاقتصادية وإعلان صفقتها خطوات عملية مثل نقل سفارة الولايات المتحدة الأمريكية، والاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل وبسيادة الأخيرة على الجولان السوري المحتل، ومحاربة وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الاونروا، وقطع التمويل عنها.
فليس من عجيب القول أن بعض الأنظمة العربية قد حققت أهداف عدة للولايات المتحدة الأمريكية وربيبتها إسرائيل بشكل أو آخر،، علموا ذلك أم لم يعلموا، ولا عذر لهم بعدم علمهم، فما من خطة ومؤامرة خطط لها أعداء الأمة العربية وعجزوا عن تنفيذها إلاّ بمساعدة أطراف عربية ونتيجة واقع عربي رديئ يشهد بذلك سلوكهم وسياستهم الداخلية والخارجية، وتؤكد على خيانة القضية الفلسطينية.
لقد عانت الأمة العربية كثيراً ولا زالت تعاني من نزعة دكتاتورية في الفكر والسياسة عززتها التفرقة والخلافات والانشغال بالمشاكل والأحداث الحياتية اليومية والإعراض عن قضايا الأمة العربية، فبات من السهل تحقيق أهداف أعداء الأمة العربية ، بل وبمساعدة من بعض الانظمة، ولعل ما قاله مدير المخابرات الإسرائيلية السابق اهارون باريف في احدى مقابلاته وهو يجيب على سؤال هل سيكون بمقدور الأقطار العربية على المدى البعيد أن تزيل إسرائيل ؟! فأجاب : لا أعتقد ان العرب بأوضاعهم الحالية يستطعون أن يزيلوا اسرائيل من الوجود حتما مع وجود أسلحة جديدة متطورة ولكن الأمر قد يصبح أكثر خطورة بالنسبة لإسرائيل في المستقبل إذا نجحت الحركات الإسلامية في تغيير الأوضاع لصالحهم ولكننا نأمل من اصدقاءنا حكام العرب الكثيرين سينجحون في القضاء عليهم في الوقت المناسب.
هذا الحديث وغيره ساهم في تمرير ما يسمى ب "صفقة القرن" وعقد الورشة الاقتصادية في المنامة تأتي في سياق صفقة القرن التي تهدف لإنهاء القضية الفلسطينية وشطب الحقوق المشروعة لشعبنا الفلسطيني.
الرئيس الأمريكي دونالد ترمب من خلال صفقته لتحقيق السلام ينفي حق الفلسطينيين بإقامة دولة مستقلة وحق اللاجئين بالعودة وينسف كل قرارات الشرعية الدولية المرتبطة بذلك.
الولايات المتحدة تهدف من خلال هذا المؤتمر وصفقة القرن لنسف الحقوق الفلسطينية وتأمين إسرائيل على المستوى الأمني والاستراتيجي وتحقيق أفضلية لها بالمنطقة وتقديم إغراءات مالية للفلسطينيين من أجل التنازل عن حقوقهم التاريخية في فلسطين.
إن الصمت العربي المريب جراء محاولات الكيان الصهيوني تهويد القدس واعتراف ترمب بها عاصمة للكيان الصهيوني إضافة إلى قرار ضم الجولان العربي المحتل كل ذلك سببه ضعف العرب وتخليهم عن القضية الفلسطينية، وسيكتب لها الفشل لحظة تأخذ الشعوب العربية قرارها بالرفض وتنتصر لفلسطين العربية وشعبها المناضل الصامد وحقه في أرضه..
ان عقد ورشة اقتصادية في مملكة البحرين بمشاركة الكيان الصهيوني وغياب أصحاب الحق والأرض والقضية، تحت شعار تشجيع الاستثمار في فلسطين لهو مؤامرة والتفاف على القضية الفلسطينية، كما أن هرولة دول عربية وازنة نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل ومشاركتها في مؤتمر هدفه اغراءات مالية وهمية باستثمارات واهية تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية.
نقول لهؤلاء ان "فلسطين ليست للبيع" والقدس العربية عاصمة فلسطين ليست للمساومة والمقايضة، وأن الحق الفلسطيني والعربي بتحرير الأرض من احتلال غاصب لن يخضع لصفقات مشبوهة، وان الشعب الفلسطيني قادر على افشال هذه الصفقة كما أفشل غيرها في السابق، والتاريخ يشهد بذلك .
أضف تعليق
قواعد المشاركة