القصة غير الرسمية للمخيمات الفلسطينية في لبنان (1)

منذ 7 سنوات   شارك:

ياسر علي

إعلامي وشاعر فلسطيني

تعوّدت أن آخذ الأصدقاء القادمين إلى لبنان في رحلة سياحية إلى بعض المخيمات الفلسطينية في لبنان، ألعب دور المرشد السياحي لما أسميته «سياحة النكد» التي تسترجع القضية الفلسطينية في هذه المخيمات والمجازر التي ارتكبت ضد شعبنا فيها، وخصوصاً مجزرو مخيم تل الزعتر ومجزرة صبرا وشاتيلا.

ولا تخلو رحلة من الوقوف على الأطلال، أو من دموع على مجزرة عمرها ثلاثون أو أربعون عاماً، وتترافق الرحلة مع معرفتي الميدانية لما جرى في هذه المخيمات. ومعظمه مما لم يرِد في الكتب ووسائل الإعلام.

في هذه التدوينة سأحاول التعريف بواقع المخيمات الفلسطينية في لبنان، كشاهد عيان، وليس كباحث في شؤون المخيمات. لذلك ستجد فيها قصصاً غير مشهورة أو غير معروفة عن هذه المخيمات، وهو ما لا تقرأه في وسائل الإعلام، مع الحرص على تعريف القارئ بنبذات عنها.

يوجد في لبنان (12) مخيماً فلسطينياً وعشرات التجمعات، والفرق بين المخيم والتجمع هو اعتراف الأونروا به (أرضه تستأجرها الأونروا، ويضم عيادات أولية مدارس الأونروا). علماً أن عدد المخيمات المسجلة في ملفات الأونروا هي (18) مخيماً، مع أن المتعارف عليه أن عددها (15) مخيماً.

وقد اختفى منها ثلاثة مخيمات كلها في منطقة البقاع اللبناني، بتفريغها من أهلها، هي:
ثكنة غورو: التي كانت ثكنة عسكرية لجيش الانتداب الفرنسي في لبنان قبل 1943، وجرى تسكين اللاجئين فيها عام 1948، وتم إخلاؤها لأنها كانت وما زالت آيلة للسقوط.

مخيم القرعون: وهو مخيم بُني لعدة سنوات في المنطقة، ثم أُجلي عنه أهله عندما قررت الحكومة اللبنانية بناء سدّ القرعون ضمن المشروع الأخضر في لبنان، فغادره أهله وتفرقوا في المخيمات، تاركين خلفهم أمواتهم في مقبرة طمرتها مياه بحيرة القرعون.

مخيم عنجر: الذي كان مخيماً للاجئين الأرمن عام 1915، وقد أُجلي عنه اللاجئون سنة 1955 بسبب الخلافات اللبنانية (السنّيّة) الأرمنية، والتي أُقحم فيها الفلسطينيون، واتخذت الحكومة اللبنانية قراراً بإجلاء الفلسطينيين من المخيم، وإخلاء المنطقة للاجئين الأرمن، ولكن الخلافات المذكورة لم تنتهِ حتى اليوم.

المخيمات المدمّرة:
مخيم النبطية: الذي قصفته الطائرات الإسرائيلية في أيار (مايو) 1974، فدمّرته كلياً، ولم يستطع أهله العودة إليه، فتفرقوا أشتاتاً في المخيمات الأخرى.

مخيم جسر الباشا: ومعظم سكانه من المسيحيين الفلسطينيين، تعرض لمجزرة ارتكبها اليمين المسيحي اللبناني في مطلع الحرب الأهلية، ذهب ضحيتها أكثر من 200 شهيد، بعد سقوطه بيد المهاجمين.

مخيم تل الزعتر: واسمه الرسمي في ملفات الأونروا (مخيم الدكوانة) وهو المخيم الذي وُلدتُ فيه وعايشت فيه المجزرة في طفولتي، والذي حوصر عدة مرات في عامي 1975 و1976، كان آخرها الحصار الذي دام 52 يوماً وصدّ فيه المدافعون عنه 72 هجوماً على مختلف المحاور، تلقى خلالها 55 ألف قذيفة متنوّعة. وجرى تدمير المخيم وانتهت المعارك باتفاق لم يلتزم به المهاجمون خيث ارتكبوا مجزرة زادت ضحاياها عن 4000 شهيد وشهيدة، نصفهم في أثناء الحصار، والباقي يوم الخروج الكبير في 12 آب (أغسطس) 1976.

المخيمات الصامدة:
في جولة سريعة من الشرق ثم الشمال فالوسط والجنوب، فإن لكل مخيم ميزة أو قصة غير معروفة تميزه عن غيره.

مخيم الجليل: واسمه الرسمي في ملفات الأونروا (مخيم ويفل) لأن فيه ثكنة قديمة للجيش الفرنسي على اسم أحد قادتهم، ويقع في منطقة بعلبك قرب القلعة الرومانية الشهيرة، في البقاع شرق لبنان، يجتاحه البرد والثلج في الشتاء، وأكثر ما يحتاجه أهل المخيم هو وسائل التدفئة، وللمخيم باب حديدي كان يُستخدم لإقفاله ليلاً (مثل باب الحارة!). وأطلق الفلسطينيون عليه (على سبيل الفكاهة المعبّرة) اسم مخيم الدنمارك، بسبب هجرة نصف سكانه تقريباً لتلك البلاد، فيفرغ في الشتاء ويمتلئ في الصيف. غير أن وجود اللاجئين من سورية ملأه صيفاً وشتاءً.

مخيم نهر البارد: في أقصى شمال لبنان، حقق استقراراً على مدى عقود، فازدهر اقتصادياًـ حتى صار عاصمة الشمال الاقتصادية، ويقال أن أحد أسباب الحرب التي دمرت المخيم عام 2007 هو قوّته الاقتصادية في المنطقة. أقيم المخيم بالصدفة، حين توقف القطار الذي كان يقلّ اللاجئين باتجاه سورية للاستراحة، فأعجبتهم الأرض واستقروا فيها. ويقوم المخيم فوق مدينة أثرية تسمّى أرتوزيا.

مخيم البداوي: وهو مخيم يقوم على جبل، نًقل إليه بتسوية سياسية، بعدما كان سكانه قريبين من البحر. لجأ إليه الكثير من أهالي تل الزعتر وأهالي نهر البارد.

مخيم ضبيّة: معظم سكانه من الفلسطينيين المسيحيين، وهو المخيم الفلسطيني الوحيد الذي بقي موجوداً في المناطق المسيحية، واندمج أهله نسبياً بالمحيط. وهو مبنيّ على أرض استأجرتها الأونروا من الكنيسة المارونية في المنطقة، يُحكى عن محاولات لإخلائه، بسبب العروض المغرية التي تقدم للكنيسة هناك، بعد أن أصبحت المنطقة سياحية باهظة الأسعار، بسبب الفنادق والمنتجعات فيها.

بقي ثمانية مخيمات، هي مار الياس وشاتيلا وبرج البراجنة في بيروت، وعين الحلوة والمية ومية في صيدا، والبص والرشيدية والبرج الشمالي في منطقة صور.. سوف نسلط الضوء عليها في التدوينة القادمة. 

 

المصدر: الجزيرة 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.