معاناة فلسطينيي سورية .. قصص دامية تُحار كيف تبدأ بسردها

منذ 8 سنوات   شارك:

فايز أبو عيد

إعلامي فلسطيني

حكايات وقصص عديدة خرجت من رحم المعاناة والدمار الذي أصاب المخيمات الفلسطينية في سورية، التي قدمت حتى اللحظة أكثر من 3312 شهيداً فلسطينياً سقطوا نتيجة الأحداث في سورية، تحار كيف تبدأ بسردها؛ لأنك وأنت تستمع إلى من يرويها، تدمي قلبك وتدمع عينك لهول هذه المأساة.

الحاج أحمد لاجئ فلسطيني يبلغ من العمر ثمانين حولاً ترتسم على وجهه تجاعيد الحياة الممزوجة بالألم والحسرة على ما حل به وهو في أرذل العمر. يقول وهو يحمل (بقجته في يده) ويحث الخطى مسرعاً هرباً من الإشتباكات التي اندلعت في مخيم اليرموك بين "داعش" والنصرة: "إن التاريخ يعيد نفسه. لقد خرجنا من فلسطين بالطريقة نفسها، ولكن الذي كان يهددنا ويقتلنا هو عدونا. لكن الآن بعد مرور 68 سنة، نعود إلى رحلة التيه والتشرد واللجوء مرة أخرى، ولكن على أيدي أبناء جلدتنا".

بدورها، أم يوسف لاجئة فلسطينية من مخيم الحسينية، فقدت أربعة من أبنائها جراء سقوط قذيفة على بيتها وهي تسكن في إحدى المدارس التابعة لوكالة وغوث اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا)، رفضت الحديث عن ألمها وفضلت أن تمسك (المسبحة) وتتابع تسبيحها والدعاء لله تعالى بأن يكون بعون كل أب أو أم فقدا أولادهما وأن يفرج عن الجميع وتنتهي هذه الأزمة على خير.

أما معاناته أبو محمد لاجئ من أبناء مخيم خان الشيح يقيم في واحدة من خيم تجمع الكرامة للفلسطينيين المهجرين من سورية الملاصق لمخيم عين الحلوة ولديه ستة من الأبناء يقيمون معه في نفس الخيمة، مضاعفة اذ يعيش معه ابنه علي (28 سنة) الذي يعاني من التهاب فقري لاصق، يعيق الحركة والتنقل، وهو بحاجة إلى علاج دائم. ورغم تبرع الأونروا وبعض الجمعيات الخيرية إلا أنه يجد نفسه أمام معاناة حقيقية وهو يرى ابنه يتلوى من الألم أمامه ولا يستطيع فعل شيء له.

الطفل جهاد من مخيم درعا هو في عقده الأول، وقد بترت ساقه نتيجة إصابته بشظية، وهو يلعب أمام منزله، ولكنه يمتلك إرادة وصلابة قوية؛ فهو يتحدث إليك بلغة الكبار فعندما سألته عن مخيم درعا وأحواله قال: "لقد أحرقت البيوت ودمرت معظم المنازل وكانت القذائف تنهال على المخيم بنحو عشوائي وجنوني، ما أدى إلى استشهاد العديد من شباب المخيم ونسائه وأطفاله.

ويردف يوسف متسائلاً: ما ذنبهم لكي يموتوا؟ ما الذنب الذي ارتكبته أنا لكي أُحرم ساقي؟ لقد حرموني طفولتي وحرموا الكثير من الأولاد آباءهم وأمهاتهم. وهنا لم يتمالك نفسه فأجهش بالبكاء وأبكى من حوله. 

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.