وفاة حمامة السلام والنضال أمام البيت الأبيض
سماح صافي
صانعة أفلام أردنيةحزينة جداً لسماع خبر وفاة سيدة مناضلة عاشت حياتها كلها من أجل قضية آمنت بها.
إسمها Concepcion Picciotto، هذه السيدة لم تفارق مكانها هذا أمام البيت الأبيض تماماً منذ أكثر من ٣٤ عاماً لتسجل أطول إحتجاجاً في التاريخ!
سيدة أمريكية من أصول إسبانية تقف كل يوم منذ عام ١٩٨١ لتخبر العالم وكل من يمر من أمامها بأنها مع القضية الفلسطينية وبأنها تريد السلام للفلسطينيين. كما وقفت مع العديد من القضايا الإنسانية منها الثورة السورية.
أذكر عندما ألتقيتها أول مرة منذ أكثر من عامين أخبرتها بأنني أصلاً من فلسطين وأن جدي ولد وعاش كل عمره هناك حتى النكبة، فرِحَت بشدة وشدت على يدي وضحكت لي وقالت: "أنا كمان من فلسطين".
قبل أسبوع كان لدينا تصوير أمام البيت الأبيض ورأيتها وكان بودي أن أسلم عليها كما أفعل كل ما أكون هناك، ولكن لظروف التصوير الاستثنائية الانشغال والوقت المحدود لم أستطع أن أقول لها حتى مرحبا بالرغم من أني كنت على بعد أمتار منها.
اليوم عندما قرأت خبر وفاتها شعرت بحزن شديد، تمنيت لو سلمت عليها لآخر مرة. رحم الله روحها فهو رب العالمين التي وسعت رحمته كل شيء.
ما أجمل أن يعيش الإنسان حياته لهدف سامي يؤمن به، أن يترك الأثر. لا أدري كيف سيكون الرصيف الذي كانت تقف عليه ل٣٤ عام أمام البيت الأبيض من دونها.
طارت حمامة السلام..
أضف تعليق
قواعد المشاركة