إلى العنصريين في لبنان: ما جبرنا على المرّ إلا الأمرّ منه

منذ 8 سنوات   شارك:

ياسر علي

إعلامي وشاعر فلسطيني

 يظن بعض العنصريين في لبنان أو يدّعون، أن الفلسطينيين جاؤوا إلى لبنان طمعاً به وبِخيراته.. وأنهم جاؤوا إلى لبنان لتحسين ظروف العيش، في «نزهة النكبة» عام 1948!

بعيداً عن إنجازات الفلسطينيين في لبنان، ومساهمتهم في نهضته، وحتى نهضة عدد من البلاد العربية. لن أنجرّ إلى «تربيح جميلة» أو «عنصرية ملتبسة»، وهذه كلها نتائج القدوم إلى لبنان، أما أسبابه، فإليكم الحكاية:

لم تكن المجازر استثناءً في سياسة العدو الصهيوني، فمع كثرة المجازر التي رافقت النكبة وحروبها، وأحياناً كانت تحدث من دون حروب، لم يعد السؤال: هل سيرتكبون مجزرة؟ بل بات السؤال البديهي الأول: أين وكيف سيتم الذبح هذه المرّة؟

لقد شاركت العصابات الصهيونية كافة في المجازر، خاصة تلك التي رافقت ما أسمته العصابات «حرب الاستقلال»، أي «النكبة» التي أدت إلى تشريد 800 ألف فلسطيني، وتدمير 531 قرية وارتكاب أكثر من سبعين مجزرة موثقة بين (1937-1948)، وخلق كيان غاصب على أرض فلسطين، بحجة أنها «أرض بلا شعب، لشعب بلا أرض».

هذه المجازر تنوعت فيما بعد وتطورت من استخدام السلاح الأبيض والرشيشات الفردية، إلى عمليات كوماندوس، وقصف بالطيران للتجمعات السكانية، والسيارات المفخخة بين المدنيين والأحياء السكنية، وقد شملت هذه المجازر الأطفال والنساء والشيوخ والرضع والحوامل الذين كان يتم قتلهم بدم بارد.

وقد وثّق سلمان أبو ستة تدمير 531 قرية وطرد سكانها. وبيّن أسباب نزوح الفلسطينيين حسب الملفات الإسرائيلية:

الطرد على يد القوات الإسرائيلية (122 قرية)، الهجوم العسكري المباشر (270 قرية)، الخوف من هجوم متجه نحو القرى (38 قرية)، تأثير سقوط مدينة قريبة (49 قرية)، الحرب النفسية (12 قرية)، الخروج الاختياري (6 قرى)، غير معروف (34 قرية).

كثيرة هي المجازر التي ارتكبها الاحتلال ضد الشعب الفلسطيني، ولا يتسع المقام له هنا، ولكن الأكيد أنه تم توثيق (34) مجزرة في سنتي النكبة (47-48) ارتُكبت بحق مدنيين أو أسرى، (17) منها أثناء الوجود البريطاني، و(17) بعد الجلاء البريطاني عن فلسطين.

إزاء هذه المجازر، لم نكن «كأنّنا أسلافنا نأتي إلى بيروت كي نأتي إلى بيروت» (محمود درويش). بل أتينا بفعل الإجرام الصهيوني، وليس باختيارنا نحن اللاجئين الفلسطينيين. من هنا فإن تحميل الفلسطينيين مسؤولية النكبة أمرٌ بالغ القسوة والمرارة، وتحميل اللاجئين مسؤولية ما يترتب على النكبة من مصائب التوطين والتهجير والأفخاخ السياسية وغير السياسية، لا يجوز بحال من الأحوال..

وإن ما يترتب من إجراءات بفعل تحميل المسؤولية هذا، من حرماننا الحقوق المدنية والاجتماعية والاقتصادية كحق العمل وحق التملك وحق التعليم وحق الاستشفاء وغيرها، هو أمر بالغ العنصرية والظلم، الذي يخالف القوانين والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان.

فيا أيها العنصريون في لبنان اسمعونا: لقد جئنا إليكم مجبرين، ولم نأتِ باختيارنا.. و«ما جبرنا على المرّ غير الأمرّ منه»، والأنكى أننا لم نعد نعرف أيهما المرّ وأيهما الأمرّ!! الاحتلال أم العنصرية؟!

المصدر: هافينجتون بوست عربي

مقالات متعلّقة


أضف تعليق

قواعد المشاركة

 

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.