المبادرة الفلسطينية لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان.. درهم وقاية
ماهر الشاويش
إعلامي فلسطينيخاص/ شبكة العودة الإخبارية
حسناً فعلت الفصائل والقوى الوطنية والاسلامية الفلسطينية في لبنان بإطلاقها "مبادرة" موحدة لحماية الوجود الفلسطيني في لبنان وتعزيز العلاقات الأخوية اللبنانية – الفلسطينية في مؤتمر صحفي عقد في مخيم عين الحلوة.
هي خطوة في الاتجاه الصحيح بتوقيتها الزماني والمكاني وبمضامينها الشاملة الذي أنتجه حراك فلسطيني على كافة الصعد ولفترة زمنية ليست بالقليلة، جال من خلالها الطرف الفلسطيني على أبرز القوى المؤثرة في صنع القرار اللبناني من جهات رسمية وشعبية شملت مختلف المستويات.
القراءة المتأنية لبنود المبادرة تدلل على حرص القائمين عليها تضمينها كل ما يجنب الفلسطيني اللاجئ وأخيه اللبناني توترات المنطقة وانعكاسات المشهد الإقليمي الذي يعجّ بتطورات دراماتيكية تتطلب التنبّه لمفرزاته على العلاقة الفلسطينية اللبنانية في هذا الظرف الدقيق والحساس.
كما يتضح من خلال نقاطها "المبكلة" كما يردد الأشقاء اللبنانيون، أن جميع الأطراف أرادتها خطوة استباقية ووقائية لاسيما بعد تصاعد وتيرة الأحداث الناجمة عن الأزمة السورية وتأثر الساحة اللبنانية بها عبر سلسلة من التفجيرات والهجمات طالت العمق اللبناني وكذلك الحدود اللبنانية السورية على حد سواء.
ومما لاشك فيه أن استخدام العنصرالفلسطيني فيها كأداة قد سرع هذا الحراك وأكسبه أهمية لدى جميع الحريصين على تفادي انغماس الفلسطيني والحؤول دون زجّه في معتركها.
رسالة التوقيت للمبادرة واضحة، كما رسالة المكان "مخيم عين الحلوة" حيث عاصمة الشتات الفلسطيني في لبنان وخزانه الأكبر، وبوضوح أكثر هو الجغرافية المكانية التي يعوّل عليها البعض لتكون منطلقاً لأعمال من شأنها أن تفصل عرى العلاقة الأخوية بين الشعبين اللبناني والفلسطيني، ومن ثم الاستخدام والتوظيف السيئ لهذه الأعمال في خلط متعمد للأوراق يختار توقيته من يسعى لزجّ الفلسطيني اللاجئ في معارك جانبية لا ناقة ولا جمل له فيها، انطلاقاً من نظرته الخاطئة للفلسطيني على أنه الحلقة الأضعف ومكسر العصا.
لقد أراد الفلسطيني من هذه المبادرة أن تكون رسالة طمأنة ونقطة ارتكاز لبناء علاقة متينة مع شقيقه اللبناني، ومنطلقاً لحوار جاد فلسطيني لبناني تصاغ من خلاله علاقة الشعبين على قاعدة سليمة يؤكد اللاجئ الفلسطيني فيها المؤكد بأن مشروعه في أي جغرافيا يتواجد بها هو مشروع عودة وتحرير، لا مكان لمشاريع التوطين والوطن البديل فيها، مهما اعتور الطريق وصعب المسلك ومهما تكاثرت مشاريع الشطب والتصفية لحقوقه المشروعة والثابتة، وربما يدعم هذا الإجماع الذي لاقته هذه المبادرة من مختلف فئات الشعب الفلسطيني وشرائحه والذي ظهر جلياً في طبيعة الحضور ومستواه.
في المقابل تحتاج هذه المبادرة من الطرف اللبناني دعماً وإسناداً على مختلف الصعد، وعلى رأسها الإعلام الذي اضطلع بدور تحتم بنود المبادرة الواضحة تغييره لجهة عدم "شيطنة الفلسطيني" بقصد أو بغير قصد، كما يأمل الفلسطيني أن تدفع هذه المبادرة الطرف اللبناني إلى العمل والسعي الجاد والحثيث لوضع خطوات قوننة الوضع الفلسطيني في لبنان موضع التنفيذ، بما يؤمن الحقوق الاجتماعية والمدنية وعلى رأسها حقَّي العمل والتملك ما يشكل رافعة وضمانة لبناء العلاقة المتينة بين الشعبين.
باختصار، كل الظروف مؤاتية لإنجاح هذا الحراك عملياً على الأرض، لا بل كل الظروف تدفع لتبنّي هذه المبادرة ودعمها بكافة السبل باعتبارها ضرورة يمليها الواقع وتتوق إليها كل جهة تحمل على عاتقها مسؤولية، وتتمتع بأدنى حسّ من مقتضيات الأمانة في كلا الشعبين.
وبكلمة.. درهم وقاية خير من قنطار علاج.
أضف تعليق
قواعد المشاركة