باحثةٌ لبنانية تُعدّ أول دراسةٍ علمية عن الآثار النفسية والسلوكية والتعليمية لنكبة "نهر البارد"
هبة الجنداوي- بيروت
وراء الحرب دمارٌ نفسيّ وأحزانٌ لا تطبّبها بيانات التطمين ولا كلمات المؤاساة خاصةً لمن قد مسّتهم الحرب بضربةٍ موجعة..
فالحرب الموجعة التي شهدها مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين شمالي لبنان في عام 2007 بين الجيش اللبناني ومسلّحين أغراب عن المخيم، خلّفت وراءها مآسي كثيرة خاصةً على الأطفال وطلاب المدارس.
من هنا قامت الباحثة والإعلامية اللبنانية هبة مركيز، بإعداد أول دراسةٍ علميةٍ تكشف عن الآثار النفسية والسلوكية والتعليمية لأحداث مخيم نهر البارد، وما خلّفه دمار المخيم من بيئةٍ مدرسيةٍ سيئة سبّبت اضطراباتٍ للأطفال على المستويين النفسي والدراسي.
الدراسة هي رسالة ماجستير ناقشتها الباحثة هبة مركيز في جامعة القديس يوسف (الياسوعية) في بيروت والتي كشفت عن نتائج هامة وخطيرة على الأطفال تتلخص ببعض الإحصائيات وهي: 64% من التّلامذة يعانون من مشكلة الشرود الذهنيّ، 47% من التّلامذة يجدون صعوبةً في الحفظ، ممّا يؤدّي إلى ضعف في التّحصيل.. 58% منهم لديهم اكتئاب بدرجة فوق المتوسّط، 71% لديهم درجة قلق فوق الوسطـ.. و71% لديهم اضطراب في السّلوك بدرجة فوق الوسط.
كذلك اعتبر 56% من الأساتذة أنّ موقع المدرسة غير مناسب للتّعليم. كما يرى الأساتذة أنّ 90% من التّلاميذ يعانون من مشاكل سلوكية مختلفة.
وعن فوائد الدراسة، فهي تعتبر الأولى من نوعها التّي تناولت مدارس مخيّم نهر البارد، والبيئة المدرسيّة في المخيّمات، فقد سبقتها دراسات تناولت الاضطرابات النفسيّة والسلوكيّة وظاهرة الرّسوب، التسرّب وغيرها من المشاكل التربويّة، أمّا عن البيئة المدرسيّة بما فيها المبنى الحديديّ فقد تناولته بعض التقارير الصغيرة، ولم يُدرس دراسة مفصّلة».
إلى ذلك تُعتبر هذه الدّراسة الثانية من نوعها التي تناولت الاضطرابات النفسيّة والسلوكيّة لأطفال المخيّمات (تدنّي تقدير الذّات، القلق، الاكتئاب، الغضب، اضطراب السّلوك).