الجيل الأول بعد النكبة.. تأرجَحَ بين أمل العودة وواقع المخيم

منذ 9 سنوات   شارك:

 تقرير/ هدى بارود: لم يكن بمقدور جيل النكبة أن يستوعبَ تركه مجبراً لأرضه ومنزله في القرية والسكن في خيم، بيدَ أن الجيل الأول بعدَ النكبة كانَ أكثر قدرة على التعايش مع الحياة، فمن ولدَ أثناء الهجرة وبعدَ استقرار أهله في الخيام، استوعبَ تفاصيل ألم والديه بعدَ عشرة أعوامٍ على الأقل، فصارَ مشوه العاطفة، لا هو قادر على استيعاب شكل الألم كاملا بحكم أنه لم يرَ الأرض التي هُجرَ منها أهله، ولا هو نشأ في وضعٍ طبيعي يسمحُ له بأن يحلم بمستقبلٍ جيد؛ وفي كل الأحوال لم يكن من خيارٍ أمام "الجيل الأول" بعدَ النكبة سوى أن يشقَّ طريقه متأرجحا بينَ أمل العودة وواقع المخيم.

"أبو البنات"

مريم شحادة، فلسطينية من قرية السوافير الشرقية، ولدت أثناء رحلة الهجرة، وانتقلت مع عائلتها من شمال القطاع حتى استقروا في جنوبه.

قالت لـ"فلسطين": الحياة في رفح كانت تختلف عن الحياة في باقي مدن قطاع غزة ومخيماته، بحكم أنها النقطة الواصلة بينَ مصر والقطاع، وأذكر أن والدي كان يعمل في رفح المصرية مدرسا، فيخرج قبلَ طلوع الشمس ويعود بعد غروبها.

والد شحادة كانَ من الرجال المتعلمين، فعمل مدرسا في مدرسة السوافير، وهي مدرسة مشتركة لقرى السوافير الشرقي والغربي والشمالي، واستمر في العمل في المهنة نفسها بعد النكبة.

تابعت: "أذكر أن والدي اعتاد في شهر رمضان أن يخرجَ حاملاً معه "زوادة" من الطعام والماء قبلَ أذان المغرب، ويقف في الشارع، وإن رأى أحدهم في الطريق أثناء أذان المغرب أو بعده بقليل يدعوه إلى الإفطار، وهي عادة كانت تلازمه منذ كانَ في القرية، إذ تعودَ أن يقف في منتصف الطريق الواصل بين قرى السوافير الثلاث ليكسبَ أجر إفطار صائم.

كانت الحياة صعبة على شحادة وعائلتها، خاصة أن والدها أنجبَ سبع بنات وابنا وحيدا، لذا تابعت تعليمها وساعدت والدها في الإنفاق على العائلة منذ بلغت الثامنة عشرة، وكذلك فعلت باقي أخواتها، الأمر الذي جعلَ والدها يتباهى بينَ الناس بهن، بينما في الوضع الطبيعي يشعر الرجال بالخجل إن أنجبوا الكثير من الفتيات حسب قولها.

قالت: "كانت عائلتي هي الوحيدة التي تمتلك حماما داخل المنزل في منتصف الستينيات، إذ إن شقيقتيّ الأكبر مني سنا عملت إحداهن في التدريس والأخرى في التمريض، وتمكنتا من جمع ثمن منزل متواضع، وكانَ فيه حمام، في حين كانَ أهل مخيم رفح في ذلك الوقت يعتمدون على الحمامات العامة".

أنفقت شحادة على شقيقها الوحيد، ودفعت ثمنَ حجة لوالديها، وعمرت منزل العائلة، وكانت أمامها فرصة للعمل في المملكة العربية السعودية، إذ حصلت على عقد عمل كممرضة، وأثناء وجودها في الأردن تراجعت عن القرار، ولما عادت إلى قطاع غزة وجدت والدها ممتنعا عن الأكل لأسبوع، وهي الفترة التي غابت فيها عنهم.

" كانَ والدي يعتبرني رمزا لصموده، إذ إنني ولدت على يديه أثناء هجرة عائلتي من القرية بعدَ مجزرة بيت دراس التي كانت تحد السوافير من الشمال الغربي، وحتى توفي كانَ يخبرني أنه يرى تفاصيل السوافير في ملامحي"، وأشارت شحادة إلى أن والدتها كانت تحاول تعويض بناتها عن حرمانهن من الملابس والطعام الجيد بحكمة وحنكة، إذ كانت تصنع لهن ملابس يمكن ارتداؤها على وجهين، وتعمدُ إن هي حصلت على قطعة قماش أن تحيك منها لبناتها السبع ملابس جديدة، وكانت تصنع لهن الحلوى التقليدية، ولكن أغلب حلواهن كانت "الخبز المحشي بالسكر والقليل من السمن".

في المناسبات السعيدة

انتقلنا إلى أدهم علي بارود الذي كانت له حكاية أخرى؛ فقد ولدَ في الواحد والعشرين من أغسطس لعام 1953، وكانَ منزل عائلته في "بلوك 1" في مخيم النصيرات من الحجارة، غير أنه بينه وبينَ قلب المخيم مساحات واسعة من الأرض الخضراء كانت له فيها الكثير من الذكريات.

قال لـ"فلسطين": "كان والدي يعمل في بيع الدواجن، ويحمل كل يومٍ بعدَ شروق الشمس القفص الكبير على ظهره ويجول في شوارع المخيم ينادي في الناس ليشتروا الحمام والدجاج والبط، ويعود في منتصف النهار ليأكل، ويواصل عمله بعدَ الظهيرة، وفي بعض الأحيان يعمل في جني المحاصيل كأجير، وكنت بحكم أنني أصغر أبنائه يصطحبني معه إلى العمل، وأنادي معه على البط البلدي والحمام والدجاج".

كانَ لعائلة بارود أرضٌ واسعة في قرية بيت دراس، وكان والده يخرج قبلَ الطلوع الشمس ولا يعود إلا بعدَ غروبها، وفق ما أخبره أثناء مرحلة صباه، لذا كانَ من الصعب عليه أن يواصل عمله كبائع للدواجن، فصارَ يعمل في جني المحاصيل، وزراعة الأرض مقابلَ أجرٍ يومي.

في ذات يومٍ كانَ والد بارود يعمل في جمع ثمار الفلفل الرومي الذي أوهمَ صغيره بأنه حار جدا من باب المزاح، وبعدَ انتصاف النهار غسلَ الوالد ثمرةً وأكلها دفعة واحدة، ما جعلَ أدهم يخشى على والده وأسرع يحضر الماء.

" كان والدي قاسيا جدا، فعندما يعود شقيقاي الأكبر مني سنا؛ محمود ومحمد من الجيش، حيث كانا في أحد فصائل الجيش المصري ذلك الوقت، لم يكن يرحب بهما بحرارة، غير أن خوفه عليَّ كان يتكشف في بعض المواقف، فأنا الوحيد الذي لا أذكره بالنكبة"، قالَ بارود مضيفا : "عشنا حياة فقيرة جداً، عمل فيها أبي طوال النهار حتى يجمعَ قوت يومنا، وعلى الرغم من أننا كنا نمتلك الدواجن فترة كبيرة من الوقت غير أننا لم نكن نذوقها إلا في المناسبات السعيدة".

قاومهم بـ"الساطور"

كانَ اللاجئون البسطاء إن جاءهم ضيف مهم على غداء يقدمون له البيض "المقلي" فهو غالي الثمن وامتلاكه "عزيز"، ولأن الدكاكين في المخيم قليلة، كانَ أصحابها معروفين، ومن أشهر حلويات الأطفال آنذاك "الملبس" وفق بارود.

تابع الحديث: "كان شقيقي الأكبر محمد قائد فريق في الجيش المصري، وكلما عاد إلى غزة يحضر لي البسبوسة، حتى بلغت الرابعة عشرة، وصارت والدتي تضع لي "البزر المحمص" في فرش صغير أبيعه بتعريفة".

من أطرف المواقف التي يذكرها بارود، أنه أثناء دراسته في المرحلة الابتدائية في مدرسة مخيم النصيرات أخبرهم مدرسهم أنه سيصورهم كل واحد على حدة، ولأن زميلهم إبراهيم غطاس كان يرتدي "جاكيتا" مصبوغا باللونين الأبيض والأسود بشكل طولي فارتداه طلاب الفصل جميعهم، ولما خرجت الصور بالأبيض والأسود، بدا نصف جسد كل طالب كأنه غير موجود، لأن اللون الأبيض تماهى مع الصورة.

كبرَ بارود وصار في السادسة عشرة من العمر، فحثه والده على الانتساب إلى المقاومة الفلسطينية، كيفَ لا وهو الذي أمسكَ "الساطور" وقاومَ بهِ دبابات العصابات الصهيونية وفق بارود الذي قال :" هاجمت الهاجاناة الإسرائيلية القرية أربع مرات، وفي ثلاث مرات منها صدهم الأهالي، وكانَ والدي مسلحاً بساطوره، ووصلت به الجرأة أن اقتربَ من إحدى المصفحات وضربها أكثر من مرة بذلك الساطور، غير أنه للأسف لما خرجَ من القرية ليلا على وقع القذائف لم يتمكن من الاحتفاظ بسلاحه الأبيض، وأحزنه هذا الأمر كثيرا".

المصدر: فلسطين أون لاين

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.