مشعل يدعو للاتفاق على استراتيجية وطنية لدعم انتفاضة القدس
دعا رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس خالد مشعل إلى اتفاق القوى الفلسطينية على إعداد استراتيجية وطنية بكل تكتيكاتها من أجل دعم انتفاضة القدس وحمايتها.
وأكد مشعل في حوار تلفزيوني أمس الأحد، أن الانتفاضة تهدف إلى لجم المستوطنين وحماية الأقصى وإعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية وضرب الأمن الإسرائيلي في العمق، وصولاً إلى طرد الاحتلال ومستوطنيه خارج الضفة المحتلة.
وأوضح مشعل أن انتفاضة القدس تشكو من تردد بعض الأطراف في الانخراط بها، مؤكدا أن قرار حركة حماس هو المضي في انتفاضة القدس حتى النهاية.
ودعا مشعل حركة فتح إلى اتخاذ قرار بالانخراط في الانتفاضة مؤكدا أنها ليست موجهة ضد السلطة لكنها موجهة نحو الاحتلال، وأنها تحتاج إلى قرار من قيادة السلطة كما حدث في انتفاضة الأقصى.
وذكر أن "ما يجرى في فلسطين المحتلة هو انتفاضة رغم غياب بعض الملامح النمطية باعتبار أن جوهر المقاومة متحقق وتوحد عليها شعبنا كما لم يتوحد على شيء آخر ".
وأضاف "نحن لا نركب موجات غضب بل نصنع موجات نضالية والانتفاضة حالية جاءت بمبادرة من الجيل الفلسطيني وتراكم لجهد حماس وباقي الفصائل ". ولفت مشعل إلى أن الانتفاضة الحالية "أعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة وأكدت أنه حتى لو انسحبت الأطراف كافة من هذه القضية فإن شعبها لن ينسحب منها. "
ووصف مشعل تصريحات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري بأن استمرار الانتفاضة سيؤدي إلى انهيار السلطة الفلسطينية بأنه كذب، مؤكدا أن الانتفاضة فرصة استثنائية على القيادة استغلالها.
ونبه إلى أن مسيرة مفاوضات التسوية لم تحقق أي شيء للشعب الفلسطيني رغم أنها أعطيت كل الفرص "بالتالي لا يعقل تكرار نفس المنتج الفاشل في ظل المكاسب الاستراتيجية للمقاومة وبرنامجها".
معبر رفح
وطالب مشعل الحكومة الفلسطينية بإدارة معبر رفح والشريط الحدودي مع مصر على قاعدة الشراكة وليس الإحلال والإبدال.
واستغرب مشعل سياسة الانتقاء في المسؤوليات مشدداً على أن الحكومة الفلسطينية مسؤولة عن معبر رفح وكذلك هي مسؤولة عن ملفات الحصار والإعمار وعن 40 ألف موظف لا يتقاضون رواتبهم.
المصالحة الفلسطينية
وأكد خالد مشعل على ضرورة انعقاد الإطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير الفلسطينية لمناقشة المستجدات على الساحة الفلسطينية متسائلاً، "إذا لم نلتق الآن فمتى نلتقي؟".
وتابع: "عُرض علينا أن نجلس معاً في ضيافة ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز ووافقنا، لكن حركة فتح رفضت". وجدد مشعل استعداد قيادة حركة حماس للالتقاء بحركة فتح في أي مكان من أجل معالجة ملفات المصالحة الفلسطينية كافةً دون انتقاء.
حماس والمحاور الاقليمية
أكد مشعل أن حركة حماس لم تصطف في تاريخها مع محور ضد آخر، ولا زالت تتبنى هذه الاستراتيجية. لأن حماس تؤمن بمركزية قضية فلسطين.
ودعا مشعل الحكومات العربية والإسلامية لأن يتحملوا مسؤولياتهم تجاه القضية الفلسطينية.
وخاطب القيادة السعودية وخادم الحرمين الشريفين أن تتصدر الموقف العربي والاسلامي في أن تضع القضية الفلسطينية على الطاولة.
المقاومة والإرهاب
وقال مشعل أن هناك بوناً شاسعاً بين مقاومة حماس والشعب الفلسطيني للاحتلال وبين الإرهاب مضيفاً أنه لا يحق للأمريكان ولا للشرق أو الغرب "أن ينصف على كيفه".
وأوضح أن المقاومة الفلسطينية انتصرت في الاختبار الأخلاقي "فمقاومونا رفضوا قتل الأطفال بينما الجنود والمستوطنون حرقوا محمد أبو خضير وعائلة الدوابشة".
وأدان مشعل أي عملية قتل طائشة مبنية على الخلاف في الدين والعرق والمواقف السياسية، موضحاً أن قتل الأبرياء لا يصح لا دينا ولا خلقا، "لكن إلصاق تهمة الإرهاب بالإسلام لا يصح لأن كل المجتمعات والأديان تظهر فيها حركات تطرف".
وتساءل: "أيصح أن تقرأ ظاهرة تنظيم الدولة وغيرها بعيداً عن الاحتلال الإسرائيلي، وبعيداً عن الإقصاء الطائفي في المنطقة وعن الدكتاتوريات التي تمارسها بعض الأنظمة؟" مؤكداً أنه من الطبيعي أن تظهر حركات خاطئة عندما تحشر الشعوب في الزاوية.
وطرح مشعل في حواره تساؤلا آخر: "لماذا العالم يتقاطر من أجل عشرات من الضحايا الذين ندين قتلهم في باريس أو غيرها، ومئات الشهداء في فلسطين والساحات العربية لا أحد يسأل عنهم؟".
المصدر: وكالات