مشعل: طوينا صفحة الانقسام .. والمقاومة لن تتوقف إلا بتحرير فلسطين
الدوحة - المركز الفلسطيني للإعلام: قال خالد مشعل، رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن الشعب الفلسطيني طوى صفحة الانقسام، مؤكدًا أن الوحدة الوطنية ليس بديلا عن المقاومة بل هي تعزيز لها.
وأضاف مشعل، في خطاب شامل ألقاها بذكرى النكبة الفلسطينية السادسة والستين مساء الثلاثاء (20-5): "أبشركم ودون مبالغة أننا طوينا صفحة الانقسام وأنهينا حقبته"، مشيرًا إلى أن "حركة "حماس" قدمت تنازلات وتقاربت خطوات مع اخواننا في حركة فتح، والتقارب والتنازل للاخوة الاشقاء شركاء الوطن ضرورة وفضيلة لا نندم عليها. أما مع الاحتلال فلا تنازل عن الأرض والحقوق ولا عن خيار المقاومة".
ودعا مشعل السلطة الفلسطينية في الضفة والأجهزة الأمنية التابعة لها أن تأخذ خطوات وطنية جادة في تعزيز المصالحة، لا سيما إغلاق ملف الاعتقالات السياسية.
مقاومة لن تتوقف
وأكد القائد الفلسطيني أن المقاومة لا يمكن أن تتوقف إلا بتحرير فلسطين وعودة اللاجئين، مشددًا على أن موقع المقاومة في تاريخ شعبنا كموقعها في تاريخ الامم والشعوب الحية. ولا يمكن لأحد أن يحاصر المقاومة، لأن المقاومة منطلقة من العقل والابداع ومن الارادة والايمان".
وقال مشعل "إن كل شعب يتعرض للاحتلال المقاومة حياته اليومية. ولا يصرف شعبنا ولا حركاتنا عن المقاومة إلا تحرير فلسطين"، ولفت النظر إلى أن المقاومة "وصلت إلى مرحلة تلاحق فيها العدو في أعتى حصونه".
وأكد أنه في الذكرى السادسة والستين للنكبة "جراحاتنا كبيرة وآلامنا متواصلة، لكن ذكرى النكبة تجديد لمسيرة النضال والمقاومة حتى التحرير والعودة"، مشيرًا إلى أن "الصمود الفلسطيني وطول النفس كشفت الرواية الإسرائيلية المزيفة للنكبة وما انخدع العالم الا قليلا بها، لأن شعبنا الحي دل أن هناك شعبًا عظيمًا كان يسكن هذه الأرض. فالنكبة احتلت ارضا وطردت شعبا .. لكن الصمود الفلسطيني يقول كل يوم نحن متجذرون في ارضنا ومصرون على العودة".
وشدد على أن الكيان الصهيوني لم يفلح في اكتساب الشرعية رغم كل التزوير الإعلامي والتضليل، مشيرًا إلى أن الشعب الفلسطيني في إبداعه ووعيه أدرك ان تحقيق أهدافه بتحرير الارض واستعادة القدس والمقدسات الاسلامية والمسيحية وحق العودة وتحرير الاسرى والحرية وإقامة الدولة الفلسطينية الحرة ذات السيادة على أرض الوطن، يتطلب مقاومة ووحدة وطنية وطول نفس والتحاما مع الامة والتحرك في المحافل الدولية".
مشروع دعم الرباط في الأقصى
وفيما يتعلق بملف القدس؛ جعا مشعل الدول العربية والإسلامية إلى دعم مشروع الرباط في المسجد الأقصى "فالرباط هو أول خندق لحماية الاقصى من الاستباحة والتهويد والتقسيم"، مشيرًا إلى أن "القدس تعيش حاليًا في خطر التهويد والمسجد الأقصى في خطر التقسيم والهدم".
ووعد مشعل الأسرى في سجون الاحتلال بتحريرهم، وقال "حماس اسهمت في تحرير المئات من الاسرى وستكمل مسؤوليتها، ولن يطول الزمن حتى نحرركم يا أسرانا وأسيراتنا"، وأضاف: "رسالتكم ورسالة الجوع وصلت ورسالة حسن سلامة (لمن يهمه الأمر) وصلت، وستلقون جوابكم من المقاومة، والقسام تعرف طريق تحرير الأسرى".
وحول الحصار المفروض على قطاع غزة؛ أكد رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" أن "الصمود فرض كسر الحصار عن غزة، والمصالحة تتوج ذلك بإنهاء الحصار إلى غير رجعة".
ودعا مشعل إلى مزيد من كسر الحصار الرسمي وفتح المعابر ليخرج اهل غزة من سجنهم ليستأنف الاعمار، مشددًا على أن كسر الحصار عن غز ة وفتح المعابر مسؤولية الجميع.
رسالة للدول العربية
وبعث مشعل في خطابه عدة رسائل للدول العربية، نافيًا فيها بشكل قاطع تدخل حركة "حماس" في شؤون أي دولة، وقال "في ظل الربيع العربي وحراك الامة نبعث رسالة لكل من كال الاتهامات ظلما على حركة حماس، نؤكد على سياستنا الثابتة في عدم التدخل في شؤون الدول وننفي بصورة قاطعة كل ما قيل عن اتهامات لا اصل لها، بل اننا نحترم خصوصيات الدول وشأنها الداخلي ونحرص على امنها واستقرارها ايا كانت طبيعة النظم والحكم فيها".
وقال: "في ذات الوقت نتمنى الخير والوئام والاستقرار لشعوب أمتنا كافة وان تحقق ما تتطلع إليه وأن تتعافى عاجلاً مما تعانيه اليوم"، داعيًا إلى وحدة الصف واجتماع الكلمة وتجاوز الخلافات والاصطفافات لاستعادة مكانتها لمواجهة المشروع الصهيوني هذا العدو المشترك للأمة الذي يقف خلف الكثير من أزماتها.
