علماء آثار إسرائيليون يَنْسِفون الرواية التلمودية!

منذ 7 سنوات   شارك:

جواد البشيتي- الوطن 

”مَنْ هُمْ حوله، أدخلوا في روعه أنَّ روح القدس نفثت في روعه أنَّ الرَّب هو الذي يلهمه الرأي والقرار؛ فكان “الخبر السيئ” أنَّ الرَّب أمر “المولود الجديد”، أي جورج بوش، الذي انتمى إلى كنيسة الإنجيليين سنة 1985 بعدما قضى الشباب من عمره في أعمال تُغضِب الرَّب كمثل معاقرة الخمر، بـ”فتح” أفغانستان والعراق، واستئصال شأفة الطغيان فيهما. و”الخبر الجيد” هو أنَّ الرَّب أمره بأن يقيم للفلسطينيين دولة في جزء من “أرض الميعاد”!”

بعد 70 عامًا من الحفريات الأثرية الواسعة المكثفة في أرض فلسطين طولًا وعرضًا، توصَّل علماء الآثار الإسرائيليون إلى استنتاجات مخيفة، لخَّصها عالم الآثار الإسرائيلي البروفيسور زئيف هرتسوج قائلًا:

لا مرتكزات للتوراة في الواقع؛ فالمزاعم التي تضمنتها التوراة وذات الصلة بأرض فلسطين لا سَنَد لها في فلسطين على ما أثبتت وأكدت الحفريات الأثرية.

ما رَوَتْهُ لنا التوراة من أعمال قام بها الأجداد (الإسرائيليون) لا تعدو كونها أساطير شعبية، أيْ أنها أعمال لم تحدث قط في الواقع.

كل هذه الحقائق وغيرها يعرفها الباحثون والمختصون منذ وقت طويل؛ لكنَّ الناس يجهلونها!

لو سُئل نتنياهو، مع سائر المتعصبين التلموديين، عن “شرعية” دولة بني إسرائيل لأجاب على البديهة قائلًا إنَّ “السماء” هي التي منها اسْتُمِدت (أوَّلًا) هذه الشرعية؛ فـ”خطاب” الرَّب، أو “وعده”، كان أوَّلًا؛ ثمَّ جاء خطاب بلفور، أو وعده، ثمَّ جاء قرار الأمم المتحدة الرقم 181، ثمَّ..

إنَّ “خطاب الرَّب” هو حجر الأساس في بنية “روايته التاريخية” المقُنِعة للأغبياء من بشر القرن الحادي والعشرين؛ وكان ينبغي لكل عقلاني أنْ يشك ولو قليلًا في هذا الذي يعتدونه “مسلَّمة”، على ما يفتقر إليه من أدلة الإثبات؛ فإنَّ من السُّخف بمكان أنْ نتَّخِذ من أمْرٍ يحتاج إلى الإثبات “مُسلَّمة”، ثمَّ نُثْبِت بها، أو ننفي، أمورًا أخرى!

وما زلنا نذكر قصة “مسيلمة” القرن الحادي والعشرين جورج بوش؛ أوَلَم يزعم هذا الرَّجُل أنَّه “كليم الرَّب” في زماننا، وأنَّه يمت بصلة قربى، أو بصلة الرَّحم، إلى السماء، وأنَّه وحيٌ يوحى في ما يُقرِّر؟!

مَنْ هُمْ حوله، أدخلوا في روعه أنَّ روح القدس نفثت في روعه أنَّ الرَّب هو الذي يلهمه الرأي والقرار؛ فكان “الخبر السيئ” أنَّ الرَّب أمر “المولود الجديد”، أي جورج بوش، الذي انتمى إلى كنيسة الإنجيليين سنة 1985 بعدما قضى الشباب من عمره في أعمال تُغضِب الرَّب كمثل معاقرة الخمر، بـ”فتح” أفغانستان والعراق، واستئصال شأفة الطغيان فيهما. و”الخبر الجيد” هو أنَّ الرَّب أمره بأن يقيم للفلسطينيين دولة في جزء من “أرض الميعاد”!

“الرئيس” قال، ذات يومٍ، إنَّ “الرَّب” خاطبه قائلا: “جورج إنْهِ الطغيان في أفغانستان والعراق، وأَقِمْ للفلسطينيين دولة، واحْفَظ للإسرائيليين أمنهم”، فأجابه “المأمور” قائلا: “إنِّي لفاعلها”. وكشف “الرئيس” أنَّ “الرَّب” كلمه عن “السلام في الشرق الأوسط”، وأهمية تحقيقه. على أنَّ “الرئيس” أوضح أنَّه “لا يستخدم الإرادة الإلهية في تبرير القرارات (السياسية) التي يتَّخذها”، ويحاول، فحسب، أن يكون “رسولًا ينفِّذ إرادة الرَّب”.

لقد شنَّفت نتنياهو، وصحبه، آذان مستمعيه بكلامه عن “أرض الميعاد”، وعن “وطن الأجداد”، و”الوطن القومي التاريخي للشعب اليهودي”، وعن “التنازل المؤلم (له) عن جزء (عزيز) من هذا الوطن للشعب الفلسطيني (الذي سكنه من غير وجه حق)”، وعن “التاريخ المشوَّه، وغير المشوَّه”، وعن “الشعب اليهودي الذي لم يكن بعودته إلى موطنه مُحْتَلًّا أجنبيًّا كالمُحْتَل البريطاني للهند والبلجيكي للكونجو”؛ لكنْ لنَعُدْ إلى خرافة “الوعد” و”أرض الميعاد”، ونتأمَّل.

نتنياهو قال: “إنَّني وقفتُ أمام شعبي، وقلت له، مع أنَّ الأمر لم يكن سهلًا عليَّ، إنَّني سأقبل دولة فلسطينية؛ ولقد حان للرئيس عباس أنْ يحذو حذوي، ويقول لشعبه إنَّه سيقبل دولة يهودية. إنَّها ستُّ كلمات لو نطق بها الرئيس عباس لتغيَّر التاريخ..”.

حسنًا، دعونا نفترض أنَّ الرئيس عباس قد نطق بتلك الكلمات (السِّحرية) السِّت. دعونا نقول إنَّ الرئيس عباس قال إنَّه يقبل دولة يهودية كما (وانتبهوا لـ”كما”) قَبِل نتنياهو دولة فلسطينية؛ فهل سترى التاريخ تغيَّر؟!
الرئيس عباس قد يقول: “إنَّني أقبل دولة يهودية؛ لأنَّني أقبل قرار الأمم المتحدة الرَّقم 181، والذي فيه فحسب تعيَّنت تلك الدولة، مساحةً وحدودًا؛ وإنَّني أقبل دولة يهودية في جزء من الوطن التاريخي لأجدادنا، تنازلنا عنه (ونحن نتألَّم) لشعبٍ يسكن الآن فلسطين من غير وجه حق”.

لقد قنط نتنياهو من الجهود المضنية التي بذلها علماء الآثار الإسرائيليون (منذ احتلال إسرائيل للضفة الغربية والقدس الشرقية) لإثبات أنَّ لـ”الشعب اليهودي” حقًّا دينيًّا وتاريخيًّا في أرض فلسطين، وفي “العاصمة الموحَّدة الأبدية” على وجه الخصوص.

ولا شكَّ في أنَّ “النتائج” قد ذهبت بأوهامه التلمودية إذ أكَّد علماء آثار يهود، بعد البحث والحفر والتنقيب في “مدينة داود” في حيِّ سلوان في القدس الشرقية، أنْ لا شيء هناك يدلُّ على أنَّ داود كان له قصر، حيث بحثوا وحفروا ونقَّبوا، أو أنَّ ذلك المكان عَرَف داود، أو عرفه داود.

وأخصُّ بالذِّكْر من هؤلاء المحاضِر في جامعة تل أبيب رافاييل جرينبرج، الذي قال “لم نعثر على شيء”، وعالم الآثار في الجامعة نفسها البرفيسور إسرائيل فنكلشتاين الذي قال “هؤلاء يخلطون الدين بالعلم.. المنظَّمات اليهودية اليمينية المتطرفة (كجمعية “إيلعاد”) لم تعثر على قطعة أثرية واحدة من قصر النبي داود”، وعالم الآثار المستقل البروفيسور يوني مزراحي الذي قال لم نعثر على لافتة مكتوب عليها “مرحبًا بكم في قصر داود”!

ولقد أنكر أبناء الأوهام التلمودية ما يشبه بديهية هندسية إذ رفضوا تصديق ما أتاهم به علم التاريخ، وعلم الآثار، من أدلة مفحمة على أنَّ الحرم الإبراهيمي في الخليل لا يضم رفات “أبرام العبراني”.

“كذبةٌ تاريخية (وقانونية) كبرى” أن يزعم الفلسطينيون، الذين عاشوا في أرض فلسطين كلها، عيشًا متَّصِلًا، قرونًا من الزمان، أنَّ لهم حقًّا قوميًّا وتاريخيًّا في فلسطين؛ و”فضيلةٌ كبرى” أن يعترف الفلسطينيون بأنَّ زعمهم هذا كان “كذبة كبرى” من خلال اعترافهم بإسرائيل على أنَّها دولة تخصُّ “الشعب اليهودي” فحسب!

و”حقيقةٌ لا ريب فيها”، وفي منزلة “الحقائق الفيزيائية”، أنْ يزعم “الشعب اليهودي” أنَّ “الربَّ” هو الذي “منح” له أرض فلسطين (وغيرها) إذ خاطب أبرام العبراني قائلًا: “لنسلك أعطي هذه الأرض، من نهر مصريم (النيل) إلى نهر فرات (الفرات) الكبير”!

اليهودي، أو الإسرائيلي، صار، في طريقته في التفكير والنظر إلى الأمور، وليدًا لتلك الخرافة التوراتية، التي اخترعها أسلافه (الروحيون) القدماء، فاقتنع، وسعى في إقناع غيره، بأنَّ فلسطين له وحده، وبأنَّ العربي الفلسطيني غريب عن هذا “الوطن الرباني”، ولو عاش فيه عيشًا تاريخيًّا متصلًا أكثر منه؛ كما اقتنع، وسعى في إقناع غيره، بأنَّ في الجرائم التي ارتكبها ويرتكبها في حق العربي الفلسطيني تكمن قيم أخلاقية وإنسانية وديمقراطية، فهذا العربي الفلسطيني يجب أن يغادر “أرض الميعاد” إلى غير رجعة، فإذا بقي فيها فلن يبقى إلا برأفته الإنسانية!

أحد أبناء الوهم التلمودي قال: إنَّ أحدًا في العالم ليس من حقه أن يسأل إسرائيل في أمر بناء منازل في القدس الشرقية (عاصمة الملك داوود) لأنَّها عاصمتها منذ ثلاثة آلاف سنة، وإنَّها كانت يهودية خالصة عندما كان أجداد العرب يعاقرون الخمر، ويئدون البنات، ويعبدون اللات والعزَّى.

لقد عبَدَ اليهود خرافة “الوعد الرباني”، التي اخترعها قادتهم، حتى استعبدتهم واستبدت بتفكيرهم في وجه عام، وفي تفكيرهم السياسي في وجه خاص، فصار متعذرًا، بل مستحيلًا، إقناع اليهودي أو الإسرائيلي، اليوم، بأنَّ وجوده “القومي” في فلسطين لا يتمتع بالشرعية التي يتمتع بها الوجود القومي للألماني في ألمانيا، وللفرنسي في فرنسا، وللروسي في روسيا، وللصيني في الصين.. وللفلسطيني (العربي) في فلسطين!
 

مقالات متعلّقة

تغريدة "Gaza Writes Back"

  !israel is a piece of shit and they know ittwitter.com/ThisIsGaZa/status/595385208385449985/photo/1 




تغريدة "عاصم النبيه- غزة"

 عندك القسام وبتأيد داعش؟ روح استغفر ربك يا زلمة.. #غزةtwitter.com/AsemAlnabeh/status/595507704338186240
 




تغريدة "أحمد بن راشد بن سعيد"

القاهرة تنتفض ضد قرار تقسيم #فلسطين عام 1947.كان زمان!لكن تظل #فلسطين_قضيتناtwitter.com/LoveLiberty/status/594548013504307200/photo/1




تغريدة "Joe Catron"

 Take a moment to thank "@MsLaurynHill" for cancelling her concert in occupied Palestinetwitter.com/jncatron/status/595337215695192064/photo/1




تغريدة "Dr. Ramy Abdu"

 المغنية الأمريكية المشهورة لورين هيل تلغي حفلها الفني في "إسرائيل" بعد حملة واسعة لنشطاء حركة المقاطعة.twitter.com/RamAbdu/status/595530542910742528




تغريدة "النائب جمال الخضري"

في #غزة يقهرون الإعاقة ويلعبون الكرة الطائرة أطرافهم بترت اثناء الحرب على غزة لا يأس ولكن عزيمة وصمود لهم التحية.twitter.com/jamalkhoudary/status/595520655858147328





 

حسام شاكر

الإبداع في ذروته .. رفعت العرعير مثالاً

أيُّ إبداعٍ يُضاهي أن تُنسَج القصيدة المعبِّرةُ من نزفِ شاعرها أو أن تصير الكلمات المنقوشة بالتضحيات العزيزة محفوظاتٍ مُعولَمة في … تتمة »


    ابراهيم العلي

    في ظلال يوم الأرض الفلسطينون : متجذرون ولانقبل التفريط

    ابراهيم العلي

     يعد انتزاع الاراضي من أصحابها الأصليين الفلسطينيين والإستيلاء عليها أحد أهم مرتكزات المشروع الصهيوني الاحلالي ، فالأيدلوجية الصهي… تتمة »


    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.
    لاعب خط الوسط الأردني محمود مرضي يرفع قمصيه كاتباً "هي قضية الشرفاء" ، بعد تسجيل هدف لمنتخبه ضد ماليزيا.