فحماوي: الشعب سيحاسب كل من يحاول التنازل عن حق العودة

طولكرم- "فلسطين": أكد الناطق باسم جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين في أراضي فلسطين المحتلة عام 48 المهندس سليمان فحماري، أن شعلة الحق لن تخبو ما دام الشعب الفلسطيني يتذكر نكبته ويروي أرضه بدمائه، وما زال يتجرع مرارة الحصار والتجويع دون أن يتنازل عن حقه في أرضه.

وقال فحماوي في حوار مع "فلسطين":" إن ما يسمى يوم "استقلال" دولة الاحتلال، هو يوم نكبتنا ونذكرهم أنهم ما زالوا منذ 66 عاما يرقصون على أنقاض قرانا التي هجّروا أهلها ودمروا منازلهم".

وأشار إلى نجاح مسيرة العودة التي نظمتها جمعية الدفاع عن حقوق المهجرين يوم الثلاثاء الماضي إلى قرية لوبية المهجرة في قضاء طبريا تحت شعار (من اليرموك إلى لوبية عائدون).

سليمان فحماوي

وأوضح فحماوي أن قرية لوبية قرية فلسطينية دمرها الاحتلال في عام 1948، وكان عدد سكانها نحو 4000 نسمة، ومساحتها 40 ألف دونم وتقع في قضاء طبريا بالقرب من مفرق مسكنة، والتي يطلق عليه الاحتلال اليوم مفرق (جولاني).

ولفت إلى أن غالبية سكان القرية (95%) شردوا خارج الوطن ، وأن غالبيتهم تتركز حاليا في مخيم اليرموك بالعاصمة السورية دمشق، ومن تبقى في فلسطين(5%) يسكنون حاليا في القرى العربية المجاورة لقريتهم في ديرحنا وطرعان والناصرة.

وأكد فحماوي، أن المسيرة، انطلقت من مدخل القرية إلى وسطها، وانتهت بمهرجان خطابي وكلمات لشخصيات وطنية تمثل جمعية المهجرين وأهالي لوبية ولجنة المتابعة العليا لشؤون عرب الداخل، إضافة إلى تنظيم فعاليات تراثية وفنية وثقافية على أرض القرية.

وذكر أن شعار المسيرة هذا العام كان بعنوان (من اليرموك إلى لوبية عائدون) تعبيرا عن تضامننا مع شعبنا في مخيم اليرموك ، الذين يتعرضون للمجازر والحصار والجوع والاعتداءات، خصوصا أن غالبية أهالي لوبية المهجرين حوالي 15 ألف لوباني يسكنون حاليا مخيم اليرموك.

تهديدات اليمين

وأشار فحماوي، إلى أن مستوطنين متطرفين حاولوا إفشال المسيرة، ووجهوا تهديدات بالاعتداء على المسيرة، وقاموا بتنظيم احتفال مضاد تحت ما يسمى "عيد الاستقلال" بالتزامن مع مسيرة العودة على أنقاض قرية لوبية المهجّرة.

وأضاف أنّ رئيس المستوطنة القائمة على أراضي القرية، توجّه إلى شرطة الاحتلال، بهدف إلغاء مسيرة إحياء ذكرى النكبة، في حين وضعت شرطة الاحتلال شروطا تعجيزية لتنظيم المسيرة.

وأشار فحماوي إلى أنه شارك في المسيرة نحو 15 ألف مواطن فلسطيني من النقب في الجنوب وحتى صفد في الشمال.

عمل دؤوب

وأوضح الناطق باسم جمعية المهجرين، أن الجمعية منذ تأسيسها قبل 20 عاما، وهي تعمل على مدار العام في تنظيم أنشطة كثيرة وبرامج لإبقاء قضية المهجرين حية، من خلال زيارات دورية للقرى المهجرة والمدمرة، إضافة إلى برامج سياحية تثقيفية وتراثية، وتنظيم زيارات شهرية لأكثر من قرية، بالإضافة إلى دورات تثقيفية تتعلق بالانتماء وحق العودة ، والمشاركة في فعاليات دولية ، مشيرا إلى أن الجمعية هي عضو في ائتلاف لجان حق العودة العالمي، وتترأس حاليا الائتلاف في مناطق الداخل والضفة الغربية وقطاع غزة والأردن وسوريا ولبنان.

كما تقوم الجمعية بتنظيم محاضرات في المدارس، ونشاطات نسوية، مضيفا أن الجمعية نجحت في إدخال قضية حق العودة إلى داخل كل بيت من بيوت المهجرين.

وأكد أن هذه النشاطات تحظى بتفاعل كبير من جانب فلسطينيي الاراضي المحتلة عام 48 ، مشيرا إلى مسيرة أخرى ستنظمها الحركة الإسلامية في الخامس عشر من الشهر الحالي إلى قرية الكابري المهجرة.

واشار إلى أن هذا التفاعل يظهر من ضخامة المشاركة في مسيرات العودة، حيث لا يتجمع هذا العدد الكبير من فلسطينيي الـ48 إلا في هذه المناسبات.

320 ألف مهجر

وأكد الناشط الفلسطيني، أن عدد المهجرين الفلسطينيين في الداخل يبلغ حاليا نحو 320 ألف مهجر، يعيشون في قرى مجاورة لقراهم المدمرة وعلى بعد مرمى حجر.

وأوضح أن مصطلح المهجرين يطلق على اللاجئين الفلسطينيين الذين هجروا من قراهم عام 1948، ولم يرحلوا عن الوطن وبقوا داخل الأراضي المحتلة عام 48، ونزحوا إلى القرى المجاورة.

وأضاف أن عدد القرى الفلسطينية المدمرة إبان النكبة التي وقعت عام 1948، نحو 531 قرية، دمرها جيش الاحتلال والعصابات الصهيونية، موضحا أن كل قرية مدمرة هي قرية مهجرة، بعد أن هجروا أهلها داخل الوطن وخارجه.

لا تنازل عن حق العودة

وأكد أن موقف مهجري الداخل واحد وهو عودة اللاجئين والمهجرين إلى قراهم ومنازلهم وأراضيهم التي هجروا منها، ويرفضون أي تنازل عن هذا الحق ، ولا يقبلون بالتعويض مهما كانت قيمته، لأنه حق فردي وليس جماعيا ، فحق كل فلسطيني أن يعود إلى وطنه وإلى بيته وأرضه وليس لأي سلطة ولا لأي مسؤول فلسطيني مهما كان موقعه أي تفويض بالتنازل عن هذا الحق، ولا نعترف بما يدور في أروقة المفاوضات، وأي مفاوضات واتفاقات تتنازل عن هذا الحق أو تلغيه هي في نظرنا لاغية وغير مقبولة، وسيحاسب شعبنا من يوقع عليها.

معادلة لاغية

وأكد أن معادلة الاحتلال بأن الآباء يموتون والأبناء ينسون، معادلة ملغية، فالآباء يحملون الرسالة إلى الأبناء والأحفاد، وهذا يتجلى في الوعي الكبير ومسيرات العودة والنشاطات اليومية والشهرية والسنوية.

ولفت إلى أن أكثر من 80 في المائة من المشاركين في مسيرات العودة والنشاطات هم من فئة الشباب، بعد أن توفي غالبية الكبار.

ونوه إلى أن غالبية هذه القرى مدمرة، وبقي فيها بعض الأطلال والآثار من مساجد ومقابر، مشيرا إلى أن جميع المقابر في هذه القرى ما زالت موجودة وشاهدة على هوية الأرض، ونعمل على تنظيفها سنويا، كما توجد أساسات بعض المنازل.

وأكد أن سلطات الاحتلال قامت بتشجير هذه القرى لإخفاء معالمها، مضيفا أن غالبية هذه القرى غير مسكونة بالمستوطنات وفارغة تنتظر عودة أهلها الأصليين.

قوانين عنصرية

وقال فحماوي: إن سلطات الاحتلال سنت العديد من القوانين العنصرية التي تحول وتمنع عودة المجرين إلى قراهم، من أبرزها قانون (الحاضر غائب) الذي تم سنه في عام 1950 ، والذي ينص على أن من خرج أو تم طرده من قريته يمنع من العودة إليها .

وأوضح أن القانون يقول أنت غائب إذا طالبت بالعودة، وأنت حاضر إذا أردت أن تبيع أرضك، هنا فقط يعترفون بأنك صاحب الأرض، مشيرا إلى أن سلطات الاحتلال تعرض مبالغ خيالية على المهجرين لبيع أراضيهم، لكنهم يرفضون.

واشار إلى أن سلطات الاحتلال استولت على أراضي القرى المدمرة، ووضعتها تحت سلطة دائرة أراضي (إسرائيل)، مضيفا أنه ممنوع علينا التوجه إلى المحاكم الإسرائيلية للمطالبة بأراضينا، وهي تعلم أنها لن تنصفنا ، مع أننا نملك كواشين طابو تثبت ملكيتنا لهذه الأراضي.

ولفت إلى قرارات المحكمة العليا والتي حكمت لأهالي قريتي إقرث وبرعم العودة إلى قراهم، لكن سلطات الاحتلال رفضت تنفيذ القرار، كما كان هناك قرار للمحكمة بعودة أهالي قرية الغابسية لكن سلطات الاحتلال تحايلت على هذا القرار وحولتها إلى منطقة عسكرية مغلقة.

وشدد على أن مسيرات العودة هي بداية العودة وتجهيز للعودة، وتأكيد على حق العودة ورفع الوعي بهذا الحق، وعلى أننا شعب مظلوم يطالب بحق من حقوقه التي كفلتها القوانين والمواثيق الدولية وعلى رأسها قرار 194.