العدوان على غزة: عشرات الشهداء في مذبحة حي الشجاعية
المستقبل ـ احمد رمضان: ارتكبت قوات الاحتلال الاسرائيلي فجر امس واحدة من أكثر المجازر بشاعة، عندما اجتاحت حي الشجاعية الاكثر اكتظاظاً في شرق مدينة غزة، موقعة عشرات الشهداء والجرحى، ما زال بعضهم تحت الانقاض.
واحصت وزارة الصحة الفلسطينية 50 مواطناً على الأقل استشهدوا وأصيب نحو 380، في المجزرة الإسرائيلية في حي الشجاعية، موضحة في بيان أن من بين الشهداء عددا من الأطفال والنساء.
واشارت إلى أن عدد الجرحى منذ بدء العدوان الإسرائيلي على غزة بلغ ثلاثة آلاف، وأن الغالبية العظمى من مجموع الشهداء والجرحى هم من المدنيين.
وقال الناطق باسم وزارة الصحة الفلسطينية الطبيب اشرف القدرة، ان من بين ضحايا مجزرة الشجاعية، نجل خليل الحية، القيادي في حركة «حماس»، أسامة الحية وزوجته واولاده. كما استشهد مصور تلفزيوني فلسطيني ومسعف اثر قصف من الدبابات الاسرائيلية لسيارة اسعاف في حي الشجاعية.
وبذلك، بلغت الحصيلة الاجمالية للشهداء الفلسطينيين منذ بدء العدوان الاسرائيلي على القطاع، 357 شهيداً بينهم عدد كبير من الاطفال والنساء، واكثر من 2600 جريح.
واثر وقوع المجزرة في الشجاعية، وافقت حركة «حماس» على هدنة انسانية لثلاث ساعات بحسب «حماس»، وساعتين بحسب الجيش الاسرائيلي، وذلك بطلب من الجمعية الدولية للصليب الأحمر.
وقال الناطق باسم الحركة سامي أبو زهري في بيان، إن «مكتب الصليب الأحمر اتصل بالحركة وعرض التوسط لعقد تهدئة انسانية لمدة ثلاث ساعات، لتمكين سيارات الاسعاف من إخلاء الشهداء والجرحى»، مشيراً إلى ان «حماس وافقت على ذلك، ولكن الاحتلال رفض»، بينما أوردت الاذاعة العامة الاسرائيلية بان الحكومة الاسرائيلية تدرس هذا الاقتراح.
من جهته، اعلن جيش الاحتلال وقف العدوان لمدة ساعتين في حي الشجاعية، فقط، لاجلاء الشهداء والجرحى في الحي المنكوب.
في غضون ذلك، وجه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس نداء إلى المجتمع الدولي للتدخل الفوري لوقف العدوان الإسرائيلي الغاشم على قطاع غزة، وفرض وقف إطلاق النار، معلناً الحداد لمدة ثلاثة أيام اعتبارا من يوم امس الأحد، على أرواح مجزرة الشجاعية، حيث سيتم تنكيس الأعلام على الدوائر الرسمية والحكومية والسفارات الفلسطينية في الخارج.
ودانت الرئاسة الفلسطينية ما وصفته بـ«المجزرة الجديدة» التي ارتكبتها إسرائيل في حي الشجاعية. وطالب الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة، في بيان، الحكومة الإسرائيلية بوقف عدوانها على القطاع فورا، وحذرها من استمراره، مندداً بالجريمة الاسرائيلية الجديدة.
وأشار أبو ردينة إلى أن الرئيس عباس يقوم منذ اليوم الأول للعدوان (فجر الثامن من تموز الجاري) وحتى اللحظة، باتصالات وجولات عربية ودولية، ويطالب المجتمع الدولي بالتدخل لوقف شلال الدم الفلسطيني النازف جراء العدوان الإسرائيلي الغاشم.
وطالبت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الأمم المتحدة، وكل الدول والمجموعات الدولية بإدانة المجزرة التي ترتكبها «حكومة الإجرام الدموي في إسرائيل»، مؤكدة أن «الصمت الدولي هو الذي يشجع هذه الحكومة على المضي في جريمتها الدموية البشعة وتوسيع نطاقها».
ودانت اللجنة في بيان صحافي مجزرة حي الشجاعية، ودعت الدول العربية المجاورة إلى الإسراع في إرسال الطواقم الطبية القادرة على التعامل مع حجم هذه المجزرة، بسبب نفاد مخزون معظم المواد الطبية، وازدحام المستشفيات بالمئات من الضحايا، مؤكدة أنه لا يمكن أن يتم ردع العدوان المجرم، ومنع إسرائيل من ارتكاب المزيد من المجازر إلا بمحاسبتها على هذه الجرائم، ومنع إفلاتها من العقاب، بما في ذلك في المحكمة الجنائية الدولية، والكف عن المقولات الزائفة بحق إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وقالت: «ما يجري مجزرة مفتوحة تتطلب التدخل الفوري لوقفها والارتقاء بالمواقف الدولية إلى مستوى هذه المجزرة، وصوت الضمير الذي تنادي به شعوب العالم». وثمنت مبادرة أربع دول أميركية لاتينية بسحب سفرائها وطرد سفراء إسرائيل احتجاجاً على المجزرة المستمرة، داعية المزيد من الدول إلى انتهاج الطريق نفسه.
وكانت عشرات الآليات والدبابات العسكرية الإسرائيلية اندفعت على نحو مفاجئ وغير متوقع، شرق مدينة غزة، صباح أمس الأحد، وسط قصف عنيف ومكثف من المدفعية الإسرائيلية.
وأفاد شهود عيان، في غزة، أن القوات الإسرائيلية توغلت نحو كيلومترين في أحياء الشجاعية والتفاح والزيتون، شرق مدينة غزة، وقصفت ودمرت منازل وأراضي فلسطينية بشكل عشوائي، ما أدى إلى اشتعال حرائق واسعة في المناطق المستهدفة.
وتزامن التوغل البري، مع قصف عنيف من الزوارق البحرية الإسرائيلية للشريط الساحلي على طول قطاع غزة، وتحليق مكثف للطائرات الحربية والمروحية الإسرائيلية.
واعلن جيش الاحتلال في بيان «توسيع نطاق المرحلة البرية من عملية «الجرف الصامد» مع انضمام قوات اضافية إلى الجهود المبذولة لمكافحة الارهاب في قطاع غزة، وخلق واقع يمكن للسكان الاسرائيليين ان يعيشوا فيه بأمن وأمان».
كما اعلن عن مقتل جنديين اسرائيليين آخرين في مواجهات داخل قطاع غزة وحوله. وقال ان بار راهاف (21 عاماً) قتل بصاروخ مضاد للدبابات، بينما قتل بنايا روبيل (20 عاماً) في تبادل لاطلاق النار.
ولم يذكر الجيش اي تفاصيل اضافية، لكن «كتائب القسام» (الجناح العسكري لـ«حماس»)، قالت في بيان: «تم استدراج قوة صهيونية مؤللة حاولت التقدم شرق حي التفاح (شرق غزة)، إلى كمين محكم معد مسبقاً، ما أدى إلى تدميرها بالكامل»، واضافت ان «المجاهدين تقدموا بعد ذلك نحو ناقلات الجند، وفتحوا أبوابها وأجهزوا على جميع من فيها، وعددهم 14 جندياً صهيونياً».
وذكرت الإذاعة الإسرائيلية أن عدد الجنود الإسرائيليين الذين أصيبوا خلال الاشتباكات الجارية في قطاع غزة ارتفع إلى 36 جنديا بينهم قائد لواء «غولاني» الكولونيل غسان عليان. وأوضحت أن عليان أصيب بجروح متوسطة ونقل على إثرها إلى مستشفى سوروكا في بئر السبع للمعالجة.
ويشار إلى أن لواء «غولاني» هو واحد من خمسة ألوية في إسرائيل يُطلق عليها اسم ألوية النخبة.
وفي سياق متصل، سقط في مدن عدة في جنوب إٍسرائيل، عشر صواريخ، حيث اصيب إسرائيليان اثنان بالهلع في عسقلان، على حد تعبير القناة الأولى الإسرئيلية التي نقلت عن مصادر عسكرية تراجع قدرة الفصائل الفلسطينية على إطلاق الصواريخ من 30 إلى 40 في المئة.
وكانت المتحدث باسم الشرطة الإسرائيلية ميكي روزنفيلد أعلن في وقت سابق من صباح امس أن ثلاثة صواريخ سقطت في مناطق مفتوحة، بالقرب من مدينة بئر السبع، جنوب إسرائيل، من دون ان تسفر عن إصابات أو اضرار.
كذلك أفاد الموقع الالكتروني لصحيفة «يديعوت احرونوت» الإسرائيلية أن صاروخاً سقط على منطقة سدوت النقب، (جنوب)، من دون وقوع إصابات، وآخر سقط في منطقة مفتوحة في أوفاكيم، جنوب اسرائيل، فضلاً عن سقوط صاروخين على مناطق مفتوحة في شعار النقب.
