"إسرائيل" تصعد ضد غزة: تسعة شهداء
محمد فروانة - السفير: مع استشهاد تسعة فلسطينيين، سبعة من عناصر «كتائب القسام» الجناح العسكري لحركة «حماس» واثنان من حركة «فتح»، في غارات للطيران الإسرائيلي على رفح جنوب قطاع غزة، عاد الحديث عن التصعيد بين غزّة والاحتلال إلى الواجهة مجدداً، رغم غياب المواقف الواضحة لإسرائيل بشأن إمكانية شن عدوان جديد على القطاع، خصوصاً بعد التعتيم على قرارات المجلس الوزاري المصغر، الذي اجتمع أكثر من مرّة من دون نتائج.
ومع عدم وجود قرار فلسطيني بشأن التصعيد مع الاحتلال، فإن فصائل المقاومة استكملت استعداداتها، وأعلنت النفير العام في صفوف عناصرها، وأكدت أنها لن تصمت أمام هذا العدوان، وأنّ «قرار الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي اتخذ»، بينما توارت القيادات السياسية والعسكرية في «حماس» والفصائل الأخرى عن الأنظار ووسائل الإعلام.
ويقول القيادي في «حماس» يحيى موسى، إنّ ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة والأراضي المحتلة في العام 1948، عدوان بمعنى الكلمة على شعبنا الفلسطيني، معتبرا أن «الحكومة الإسرائيلية لديها فراغ في علاقاتها الدولية في هذه المرحلة، وتريد الثأر من شعبنا ومحاولة إخضاعه من خلال استمرار الاعتداءات والانتهاكات».
ورأى موسى، في حديث إلى «السفير»، أن ما يحدث «يعبر عن الحالة العنجهية التي وصلت إليها حكومة الاحتلال»، لافتاً إلى أنّ الأوضاع في غزة قابلة للتصعيد وليس التهدئة، مؤكداً أنّ «هذه معركة مفتوحة مع الاحتلال، وشعبنا يريد الحرية، والاحتلال يتنكر لكل حقوقه».
وفي ظل توارد الحديث عن عدم قبول «حماس» بأي تهدئة مع الاحتلال إلا بشرط فك الحصار عن غزة، أكد موسى، النائب عن كتلة «التغيير والإصلاح» في المجلس التشريعي الفلسطيني، أنّ «هناك أطرافا كثيرة تتواصل من أجل التهدئة، لكن الاحتلال لم يلتزم بها بالمطلق، ويعتبر نفسه خارج أي تفاهمات، ما يعني أن التهدئة لا معنى لها في ظل هذه المعطيات». وأضاف «ليس هناك ضمانة لأي تهدئة على الأرض، وكل الأمور يحكمها الميدان».
ومع استمرار الغارات العنيفة التي تشنها المقاتلات الإسرائيلية على غزة واستهداف فصائل المقاومة المستوطنات بالصواريخ، يرى الكاتب والمحلل السياسي وليد المدلل أنه يصعب الحديث عن تهدئة في الوقت الراهن، في ظل غياب شروطها، وغياب الراعي المصري، ووجود حكومة إسرائيلية متطرفة، ومع تزايد دعوات المسؤولين الإسرائيليين بقتل الفلسطينيين.
وشدد المدلل، لـ«السفير»، على أنه لا أفق لهذه التهدئة حالياً، معتبرا أن التصعيد الحالي سيكون تحت السيطرة وله سقف محدد «إلا إذا تطور الميدان، وساقتنا الأمور إلى الأكثر سوءا». وأشار إلى أن الفصائل الفلسطينية غير معنية بالتصعيد حاليا «لكنها لن تسكت على الاعتداءات الإسرائيلية، وسترد بحجم العدوان وقد يكون مفاجئا».
لكنّ المتحدث باسم حركة «الجهاد الإسلامي» داود شهاب أكد، لـ«السفير»، أنّ قرار الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي قد اتخذ»، في وقت أعلنت «سرايا القدس» حالة النفير والتعبئة العامة في صفوف مقاتليها.
ويؤكد شهاب أن من بادر بالتصعيد هو إسرائيل، و«كفصائل وشعب فلسطيني لن نتحمل مسؤوليته، إذ أن ما نحن بصدده الآن نتاج للانتهاكات المستمرة بحق شعبنا في قطاع غزة». وشدّد على أنّ "إسرائيل" اتخذت قراراً بالتصعيد بعد اغتيال 11 فلسطينياً في قطاع غزة وفلسطين المحتلة، ونحن «لن نصمت على جرائمها».