الطفلة حلا.. الحصار والوجع يخطفان بصرها شيئًا فشيئًا
"لو كان الوجع رجلاً لقتله" كلمات لطالما دارت في ذهن المواطن ناهض نطط من سكان مخيم جباليا، وهو يرى طفلته الجميلة حلا تتألم وتبكي وتفقد بصرها شيئاً فشيئاً.
عصفت الطفلة حلا (10 أعوام) الكثير من الآلام التي لازمتها منذ طفولتها، حيث ولدت بضغط مرتفع في العين منذ صغرها، الأمر الذي أدى إلى فقدانها لبصرها بشكل شبه كامل.
والدها ناهض نطط يروي لمراسل "فلسطين اليوم الإخبارية" رحلة الوجع لحلا قائلاً: "يوماً بعد يوم يزداد ألم حلا ووجعها وبكاؤها وصراخها، وتتراجع حالتها بشكل كبير، وقلة الحيلة تنهش أرواحنا".
خاضت الطفلة الغزّية رحلة علاج طويلة في مستشفيات قطاع غزة ودولة مصر لكن دون نتيجة تذكر، فيما نصح أخصائيو جراحة العيون الذين فحصوا حالتها أن تتوجه إلى روسيا أو تركيا لتلقي العلاج، لكن الحالة الاقتصادية للعائلة حالت دون ذلك.
وقال والد حلا: "لم تعد تستطيع النوم من الوجع الذي لم تستطع مستشفيات غزة إيقافه، وتبكي طول الليل، وأبقى نائماً بجانبها آملاً أن يخفف ذلك آلامها وأوجاعها التي تمزّع قلوبنا يومياً، وهي تفقد بصرها ويغيب نور عينيها".
وناشد نطط، كل الجهات المعنية للتدخل الفوري لإنقاذ حياة طفلته، مؤكداً أن طفلته تتمنى أن ترى أمامها ولو القليل.
وأضاف: "نتمنى أن يكتب القدر لها أن ترى أمها وأخواتها، ويرفع حجاب الوجع عن عينها، لترى جمال خط قلمها على دفترها أو تفتخر بشهادتها حين ترى اسمها في قائمة المتميزين في المدرسة، لكن حصارًا صهيوني عربي مزق أبسط أحلامها وحقها في العلاج".
ويعاني قطاع غزة من حصار إسرائيلي خانق منذ أكثر من 11 عاماً، أدى إلى تدهور الوضع الصحي والاقتصادي والنية التحتية في قطاع غزة بشكل كبير، مما فاقم معاناة أكثر من 2 مليون فلسطيني في القطاع المحاصر.
وكانت وزارة الصحة في قطاع غزة، حذرت في وقت سابق، من انهيار وشيك للقطاع الصحي في ظل النقص الشديد للأدوية والمستلزمات الطبية بمخازن الوزارة، داعية كافة الجهات الرسمية والمؤسسات الإغاثية الدولية بالعمل السريع على توفير احتياجاتها.
المصدر: فلسطين اليوم