افتتاح جدارية منحوتة بقطاع غزة تحاكي الذاكرة الـ66 لنكبة فلسطين
فن يروي حكاية نكبتنا، هكذا عنون مجلس طلاب الجامعة الإسلامية في غزة المنحوتة الفنية على أحد جدران مباني الجامعة، منحوتة تحاكي ما نحت من نكبات في ذاكرة الشعب الفلسطيني، بدأت بالتهجير تبعها احتلال لكامل الأرض مرورا بخذلان العالم وانتهاء بانقسام بغيض مزق شطري الوطن.
هو النقش على الحجر، كي لا ينسى من كبر، ويعلم من في الصغر أن له حق عليه استرداده ولو بعد حين، فصورة المرأة العجوز على المنحوتة هي رسالة تذكير لجيل قادم بالنكبة التي مر عليها 66 عاما، لا يجب أن تمر ذكراها مرور الكرام.
"هي رسالة واضحة لكل العالم عبر معالم المنحوتة الجدارية التي جسّدت ثوابت الشعب الفلسطيني بأن أرضنا ستعود".
بهذه العبارة افتتح رئيس مجلس الطلاب محمد أبو هاشم كلامه عن الجدارية، مؤكّدا في رسالته على عودة الأرض المسلوبة من بحرها إلى نهرها، فهي أرض وقف إسلامي وعربي لا يمكن المساومة عليها.
رئيس المجلس على يقين تام بأهمية الوحدة الوطنية في سبيل العودة، حيث يقول لمراسل "المركز الفلسطيني للإعلام"، إن "الوحدة الفلسطينية الحقيقية بين كل أبناء الشعب الفلسطيني وشقي الوطن في الضفة والقطاع هي أساس لا نتخلى عنه لنيل حقوقنا، وإن قصّرنا أو تهاونّا في إنجاز هذه الصالحة المباركة فلن يكون لنا النصر المحقق الذي ننتظره بإذن الله".
رئيس الجامعة الإسلامية كمالين شعت كان له شرف إسدال الستار عن المنحوتة التي قال عنها: "هذه المشاركة التي يؤدّيها الطلبة بجانب فني تؤكّد أن المسألة ليست سياسية ولا اقتصادية ولا عسكرية فقط، بل هي مسألة تشمل جميع مناحي الحياة بما فيها الأمور الفنية التي بالحقيقة هي التي تصنع الوجدان الذي ينمو ويتربى في ذهن كل طفل فلسطيني".
رئيس الجامعة اعتبر أن نكبة فلسطين هي أكبر كارثة حصلت في تاريخ الشعب الفلسطيني، والتي حسب قوله شارك فيها المجتمع الدولي كله بخذلانه للشعب الفلسطيني وترك فلسطين نهبة للعصابات الصهيونية.
مفتاح العودة، وإن وعد الله حق، هي أبرز ما نحت من كلام يزيّن الجدارية، إضافة إلى بعض الجمل باللغة الإنجليزية مثل "Right of Return" والتي تعني "حق العودة"، في محاولة لإيصال رسالة يفهمها العالم أجمع بعدم التخلّي عن حق الشعب في العودة.
هذا ما قاله نائب رئيس المجلس حسين أسامة نصير، والذي شرح عن فكرة الجدارية قائلا: "الفكرة نبعت من دافع إحساسنا بهموم الشعب الفلسطيني وغيرها من الذكريات الأليمة التي تمر علينا، أردنا أن يغلب الطابع الجماهيري أو الشعبي على هذه الفعالية لنوصل فكرة النكبة بجانب آخر ذو رونق إبداعي وجانب فني حتى تصل الرسالة بشكل فني لكل العالم".