شعارها "البقاء مقاومة"
قرية فصايل الفوقا ...هجوم استيطاني لا يتوقف يواجه بالصمود والثبات
تعيش قرى وبلدات الأغوار الفلسطينية حالة من التهميش من قبل السلطة الفلسطينية، ومعاناة شديدة جراء الهجوم الاستيطاني، وقوات الاحتلال المتواصل؛ والتي تواجه بمزيد من الصمود والثبات رغم شح الامكانيات, وتركها وحيدة تصارع كل ذلك.
ويتخذ أهالي قرية فصايل الفوقا في الأغوار شعار "البقاء مقاومة" للرد على جميع محاولات طردهم ونزعهم من قريتهم؛ وهي جملة مكتوبة على عيادة القرية؛ وهو ما تعتبره الطالبة آلاء يوسف من القرية تعزيزا للثبات، قائلة: "مقاومة الطرد والتهجير، والصبر والتحمل هي أفضل الطرق للرد على الاحتلال وحالة التهميش".
بدروه علي عبيات "أبو فؤاد" مختار قرية فصايل، يقول بأن غالبية الأهالي وسكان القرية هم من اللاجئين عام 48، وعن معاناتها يقول: "يمنع شق طرق فيها أو تعبيدها من قبل سلطات الاحتلال، بحجة أنها تقع في المنطقة (ج) وتحيط بها المستوطنات: معالي أفرايم، وتومر، ومستعمرة فصائل، حيث يمنع الرعي أو زراعة الأراضي بحجج مناطق محمية طبيعية أو أرض تدريب أو أرض مصادرة أو أرض تابعة للجيش.
وبحسب عبيات فإن سلطات الاحتلال تستهدف القرية بشكل كبير، حيث عملت على تقسيم القرية إلى 3 مناطق: الفوقا، الوسطى والتحتا، وتهدف إلى ترحيل أهل منطقة الفوقا إلى الوسطى والتحتا من أجل توسيع المستعمرات والسيطرة على المناطق الزراعية، عبر منع المياه عنها، ومن ثم إجبار المزارعين على تركها, مشددا على أن الاحتلال يضيق عليهم خلال قيامهم بزراعة أراضيهم، وأحيانا أخرى بطرد الرعاة إلى مناطق بعيدة قاحلة بحجة محمية طبيعية.
وعن مضايقات الاحتلال يقول: "الممنوع هنا كثير جدا؛ فممنوع بناء سقف إلا من الزينكو, متابعا: أهل فصايل الفوقا، التي تبعد ما يقارب 3 كم عن الوسطى، ما زالوا يقتنون الخيم أو البركسات السكنية، ويمنعنا الاحتلال من بناء المنازل أو إنشاء المدارس ويقوم بهدم كل من حاول ذلك من مؤسسات دولية أو غيرها".
وعن التعليم يقول: "توجد مدرسة مبنية من البركس التي لا تقي حرارة صيف تلك المنطقة ولا شتاءه، وتوجد عيادة صحية غير متكاملة في المنطقة الوسطى وعيادة متنقلة تأتي مرة بالأسبوع، وهذا كله يسبب معاناة غير مقبولة للأهالي، وحالة التهميش تضعف صمود المواطنين".
وتعتبر قرية فصايل الفوقا نموذجا لحالة المواجهة اليومية مع التوسع الاستيطاني الذي يحيط بها ويتوسع بشكل متسارع، واللامبالاة من قبل المؤسسات الرسمية، ومع ذلك تقاوم ببسالة كل عمليات التهويد والطرد والتهميش، بصمود أبنائها رغم ضنك العيش.
ويقول ساجي أحمد من القرية: إن البساطة والتحدي طريق للثبات، مضيفا أن سكان قريته مرحون ويحبون الصور والحديث عن معاناتهم دون خوف أو خجل، عدا البساطة في كل شيء، مطالبا بتوفير التعليم والصحة لكافة أهالي القرية.